قال الكرملين امس إن أهداف روسيا الآن في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها إلا بالسبل العسكرية، فيما أعلن الجيش الأوكراني أن معارك «عنيفة» تجري للسيطرة على وسط مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد.
وأكد ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، «أنه حتى الآن لا توجد أي بوادر لتحول الوضع حول أوكرانيا إلى المسار السلمي»، معربا عن رفضه لمقترح الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن فولفغانغ إيشنغر، بشأن دعوته الدول الغربية لإنشاء مجموعة اتصال حول العملية الروسية بأوكرانيا.
وأشار المتحدث باسم «الكرملين» إلى أن روسيا ليس لديها أي شروط مسبقة حتى الآن، لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى المسار السلمي.
في الأثناء، أعلن قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي أن الوضع حول المدينة لايزال صعبا، لكن القوات الأوكرانية تصد كل المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة.
ونقلت منصة تليغرام التابعة للمركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن سيرسكي قوله: «لايزال الوضع حول باخموت صعبا. تم صد كل محاولات العدو للسيطرة على المدينة بالمدفعية والدبابات وغيرهما من القوة النارية».
وأضاف ان مجموعة فاغنر العسكرية الروسية: «تهاجم من عدة اتجاهات وتحاول اختراق دفاعات قواتنا والتقدم إلى مناطق وسط المدينة».
من جهته، أكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر أن «الوضع في المدينة صعب للغاية، حيث يتشبث الأوكرانيون بكل متر ويصلهم الدعم بلا توقف، وأن القوات الأوكرانية تدفع بإمدادات لا نهاية لها».
وأضاف بريغوجين - على حسابه في تليغرام - أن المعارك تزداد ضراوة مع تقدم القوات إلى وسط باخموت. وتابع: «كلما اقتربنا من وسط المدينة، ازدادت المعارك قسوة، وكان هناك استخدام للمدفعية».
على الصعيد الدولي، تسبب الصراع الروسي - الأوكراني في ارتفاع واردات الأسلحة إلى أوروبا التي تضاعفت تقريبا في العام 2022، وفقا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
وبعدما كانت أوكرانيا لا تسجل واردات أسلحة تذكر، أصبحت مع الحرب ثالث وجهة للأسلحة، واستأثرت وحدها بـ 31% من واردات الأسلحة في أوروبا و8% من الصفقات في العالم، وفق أرقام تلقتها فرانس برس من المعهد في إطار تقريره السنوي.
ولفت المعهد إلى أن واردات كييف بما فيها الإمدادات التي قدمها لها الغرب ازدادت بأكثر من 60 مرة في 2022.
ومع زيادة نسبتها 93% على مدار عام واحد، ازدادت الواردات أيضا بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة، مثل پولندا والنرويج، ومن المتوقع أن تتسارع أكثر استنادا إلى هذه الدراسة المرجعية.
من جهتها، أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش امس عن قلقها إزاء العواقب «الوخيمة» للحرب على الأطفال الموجودين في مؤسسات رعاية، والذين نقل الآلاف منهم إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية أو إلى روسيا.
وقالت إن «إعادة الأطفال الذين أخذتهم القوات الروسية بشكل غير قانوني، يجب أن تكون أولوية دولية»، داعية كييف إلى القيام بإصلاح «عاجل» لنظام رعاية الأطفال.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس، نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين على دراية بالقرار أن المحكمة الجنائية الدولية تعتزم فتح تحقيق في قضيتي ارتكاب جرائم حرب خلال غزو روسيا لأوكرانيا وستسعى أيضا الى إصدار مذكرات اعتقال بحق عدد من الأشخاص.