الله يرحم ذاك الزمان.. كنا نسعد كثيرا بالعيد، حيث يلتقي الأهل والأحباب حول كبير العائلة في بداية صباح العيد ثم تبدأ الزيارات بين دواوين الكويت، حيث يتبادل الناس التهاني والتبريكات فيما بينهم.
كانت هناك ملاه تتوافر فيها أنواع من الألعاب، منها القلليبة والدورفة، وفي ساحة الصفاة هناك حمير يهوي البعض ركوبها ويتجول بها إلى سور قصر نايف.
كذلك هناك سيارات اللوري التي كانت تحمل الصبية وتطوف بهم بعض المناطق، وأذكر منها منطقة الشامية التي كانت تتميز بالخضرة وكنا نردد عندما يمر اللوري بأحد بوابة السور.. طلعنا من باب السور وبيركنا بيرك منصور، والبيرك تعني العلم الراية.
أما اليوم فمع الأسف الشديد يكتفي الناس في احتفالهم بالعيد بتوزيع العيادي، والتي تتجاوز أكثر من عشرة دنانير للطفل الواحد، بينما كانت العيدية أيام زمان روبية أو روبيتين، والمحظوظ من كان يحصل على عشر روبيات، وحاليا استبدل كثير من الناس تبادل الزيارات بالتوجه إلى الشاليهات لقضاء إجازة العيد والبعض يفضل السفر إلى تركيا وأوروبا وتايلند، بينما كانت سفراتنا أيام زمان إلى البصرة جنوب العراق والبعض يسافر إلى سورية ولبنان.. ثم تطور الأمر بعد فتح مكاتب السفر بالطيران، فاختار الكثير من الناس قضاء إجازة العيد في القاهرة والإسكندرية.
يا حلاوة ذاك الزمان رغم البساطة إلا أننا كنا نسعد بالعيد وكان العيد في ذاك الزمان يتميز بلقاء الأحبة فيلتقي الناس بعد أن تخلوا عن كل أنواع الزعل، وكان الكل يحرص على أن يسبق في المصالحة مع من كان على خلاف معه.
لا شك أن العيد أيام زمان كان أكثر بهجة وسعادة، ويا ليت تعود تلك الأفراح والإحساس ببهجة العيد أيام زمان.
ولا يسعنا إلا أن نزف إلى الجميع تهاني العيد ونقول للجميع عيدكم مبارك وينعاد عليكم كل عام بالصحة والسرور.
٭ قول مأثور: «السعادة هي عندما يتوافق فكرك وقولك وفعلك». (مهاتما غاندي).
والله الموفق.