يعرف القتل الرحيم بأنه تدخل متعمّد لإنهاء حياة الإنسان، وذلك بحجة تخفيف معاناته المستعصية، وهو على نوعين، النوع النشط والذي يتم إعطاء المريض بعض الأدوية لتسبب السكتة القلبية، أو القتل الرحيم السلبي والذي يكون بسحب الإمدادات الحيوية للمريض التي يحتاج اليها للبقاء على قيد الحياة أو بإعطاء المريض جرعات عالية من المواد الأفيونية أو بنزع الأنابيب التي تغذي المريض لإبقائه على قيد الحياة.
إن القتل الرحيم هو عمل غير قانوني وغير أخلاقي وغير مقبول في المهن الصحية، وذلك لأن الله عز وجل هو خالقنا وهو بيده الحياة والممات، وهذا العمل يعتبر قتلا للإنسان لأن الشريعة الإسلامية تأمر ببذل أقصى جهد لعلاج المريض. وتلجأ بعض المستشفيات في الخارج إلى أخذ موافقة المريض لإنهاء حياته إن كان واعيا أو أخذ موافقة الأهل إن لم يكن واعيا، ولكن كل ذلك يدل على ضعف الإيمان وخاصة عندما يقرر المريض إنهاء حياته لإيقاف معاناته.
قال المولى عز وجل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) «سورة النساء: 29»، وقال سبحانه وتعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) «سورة النساء: 93». وقال عز شأنه: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) «سورة الأنعام: 51».
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة جاء يوم القيامة وحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا». ففي هذا الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أو غيره. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فجز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، فقال الله: بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة».
إن الموت فعل الله تعالى ولا يحق لأي شخص أن ينهي حياته أو ينهي حياة الآخرين بحجة الرحمة، لأن الرحمة من الله عز وجل وهو الرحمن الرحيم.
لذلك، يجب على الإنسان أن يعيش حياته كما كتبها الله له وألا يفكر في إنهاء حياته حتى لو كان يعاني من مرض أو ألم، ويجب ألا يعجل نفسه نحو الموت لأن حياتنا هي استضافة الله تعالى لنا ومن سوء الأدب رفض ضيافة الله.