لا شك أن عنوان مقالنا هذا يندرج ضمن طياته بعد نظر إنساني وقومي وجهد مشكور يحسب للمملكة العربية السعودية، على جميع الأصعدة سواء في العالم العربي أو الدولي، ذلك الدور الساعي لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.
وكل تلك الجهود والإسهامات لها أثر بالغ في تحقيق وإرساء أسباب الأمان والاستقرار لعدة شعوب تفتقد وبشدة لذلك الاستقرار والأمان. فكان دورها عظيما في تجميع أبناء الوطن الواحد وأفرقاء الوطن الواحد واحتضانهم على ترابها الطاهر رأبا للصدع الذي قد يعصف بوحدتهم.
وقد عملت المملكة على تذليل كل الصعاب بما أوتيت من خبرة وحنكة سياسية بعيدة المدى، ومع ما لديها من علاقات واسعة ونفوذ كبير. كل ذلك تحقيقا للسلام في أي بقعة من بقاع العالم، ولتخفيف مقدار الخطر الكبير الواقع على شعوب أولئك الأفرقاء، وصولا إلى آخر جهود وإسهامات المملكة في الأيام الماضية لحل الأزمة السودانية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي الجهود الديبلوماسية والإنسانية، ولابد هنا في هذا المقام من الإشادة بتلك الجهود تجاه رأب الصدع فيما بين الأشقاء والأفرقاء والسعي لتقريب وجهات النظر المتباعدة بينهم.
والأهم من هذا كله هو التخفيف من معاناة الشعب السوداني الشقيق الذي عاني الكثير من قبل ومن بعد، والسعي إلى إعادة الأمن والاستقرار للسودان الشقيق وتخفيف آثار الأوضاع الإنسانية التي يمر بها في ظل حرب الأشقاء.
إننا في هذا الصدد وضمن حديثنا المتواضع نثمن الجهود التي بذلتها المملكة برعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سدد الله خطاه، لاحتواء الأزمة السودانية ووقف ما يحدث من حرب دموية لا طائل من ورائها سوى الخراب والدماء لهذا البلد وهذا الشعب.
ورغم كل الظروف والتحديات لم تكتف المملكة بالجهود الديبلوماسية لحل الأزمة بل بادرت بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبيعة بقيمة 100 مليون دولار، وتنظيم حملة شعبية تعد امتدادا للدور الإنساني الذي قدمته المملكة منذ اندلاع هذه الأزمة.
وقد كانت تلك البادرة بمنزلة نجم يضيء سماء السياسة الدولية، حيث ضربت المملكة مثلا رائعا على مستوى المجتمع الدولي على حد سواء في تحقيق الاستقرار لكثير من الشعوب والدول التي تفتقدها.
نسأل الله التوفيق لجهود المملكة في هذا الصدد، والتخفيف من معاناة شعب شقيق لطالما عانى في الماضي، ونسأل الله إعادة صوت السلام والوئام في هذا البلد، والله الموفق.
[email protected]