منذ سنوات وأنا أجاهد أن أندمج في المجتمع، أبحث عن الإيجابيات وأحاول جاهدة أن أتغاضى أو أتقبل السلبيات، لكن وجدتني أفقد شيئا فشيئا من صحتي النفسية وقوتي العصبية، تعاملات الناس أضحت أمرا مرهقا يثير أعصابك ومشاعرك ويستشيط عقلك من هول ما يحدث!
ماذا أصاب الناس؟ وكيف تدنى الفكر المجتمعي إلى ذلك الحد؟!
أصبحت المادة هي الهدف والغاية والوقود الذي يحرك الناس، لم أعد أرى الانتماء والولاء والشهامة والرجولة والأنوثة والحياء والحب في الله والبغض لله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنكار الخطأ وتنصيب الحق كما كنا في الألفية السابقة التي عاصرناها في وجود أجدادنا!، بل لم يعد للحق مكان واحتل مكانه الباطل والأنانية المطلقة، أرى أنه بمرور كل عام ننحدر درجة في منحنى لا أعلم كيف تكون نهايته لكن من الواضح أنه صعب للغاية، داخلي مشاعر مختلطة من الأسى والخذلان والحزن والقلق.
أجبرت أن أضع قدمي على أولى خطوات العزلة التي أحاول بكل ما أوتيت من قوة مفاداتها لكن كل تلك المحاولات على مر سنوات طوال ذهبت هباء، أنا الآن أمهد الطريق التي ألقيت على بدايتها رغما!، وعزمت على التغيير الذي أرفضه منذ زمن بدأ من اليوم وليس الغد.
أولا: أن أكف عن المحاولات، سواء بناء أو تغيير، تحسين، جمع شمل، صلة رحم، مساعدة، نصح، حوار، مصارحة، عتاب، صلح، كله...باء بالفشل، وانه لا شيء يستحق التغيير إلا نفسي.
ثانيا: أن التصرف بعفوية وفطرة أصبح من الغباء.
وثالثا: لم يعد هناك شيء يسمى عشم، حسن ظن، تغاضي، أصول!
رابعا: أن أتوقف عن مصارعة الواقع، ولا أولي اهتمامي لأحد إلا نفسي.
خامسا: أن أكف عن العتاب، هناك من يعاتبني ويعنفني، وعندما أمارس حقي في ذلك ينكرونه ويبغضونه حتى قال لي احدهم سأغير اسمك إلى عتاب!
سادسا: الاهتمام وأداء الواجبات لا يصح أن يطلب، فتلك أمور واجبة، فمن لا يعطيها طوعا لا يستحق حتى العتاب على التقصير فيها وهي نابعة من الحب والحب عطاء، ومن يعاني شح المشاعر لا يستحق أن تفضله على نفسك وان توليه أي اهتمام.
وسابعا: المعاملة بالمثل.
ثامنا: أن أحب نفسي.
والله المستعان وإليه المشتكى..
fatma [email protected]