كم من عمل بدأ ولم ينته، وكم من مشروع نجح ولم يستمر، وكم من فكرة جميلة لم تر النور! أحيانا العمل بحاجة إلى ديمومة، والمشروع الناجح بحاجة إلى تطوير، والأفكار الجميلة لابد من تطبيقها على أرض الواقع.
ترك العمل عمل سلبي، وعدم تطوير مشروعك الناجح إيذان بقرب فشله، والفكرة إن لم تنفذ سيخفت بريقها.
كان لدي صديق بالمجلس الواحد يطرح عشرات الأفكار لمشاريع تجارية واستثمارية جميلة، وبعد مرور فترة من الزمن تجلس معه مرة أخرى وإذ به لايزال على وضعه السابق يطرح أفكارا ويقدم مقترحات ويرسم خططا «بخياله»، وهذا ديدنه، فلا هو طبق ما قاله ولا هو ترك المجال لغيره لكي يتحدث ويطرح ما لديه، البعض يشبع نقصه بالحديث، والآخر يرضي غروره بالكلام، هذا هو واقع الكثير من أصحاب الأفكار والمنظرين.
آفة المشاريع الكسل، وسبب الكسل التهاون، وما يؤدي إلى التهاون هو عدم الرغبة الحقيقية في إنجاح المشروع، وعدم الرغبة سببها عدم وضوح الرؤية.
وعدم وضوح الرؤية سبب رئيسي في عدم إكمال وإتمام الكثير من المشاريع والأفكار الجميلة، حينما لا تكون لديك صورة واضحة لما سيكون عليه وضعك بعد سنوات أو إلى أي مدى أنت متمسك بفكرتك ومشروعك، لن يكون لديك النفس الطويل ولا الرغبة الجادة في إتمامه أو إكماله.
إن الناظر لبعض الدول المتقدمة صناعيا وتجاريا وتكنولوجيا، يعرف الفرق بين المنظر والفاعل، وبين من يخطط ومن ينفذ، وبين من يتحدث ومن يطبق. إن الدول والشعوب والمشاريع تتقدم بالإرادة الحديدية وبالعمل الدؤوب وبالفعل الجاد.
لذلك تجد دولا متقدمة قد حازت قدم السبق في شتى المجالات، ودولا متخلفة ومتقهقرة ومتراجعة في شتى المجالات.