[email protected]
المجلس البلدي من أعرق وأكثر المجالس التي نفعت الكويت وأهلها، وكان صلة الوصل بين المواطن والحكومة، وكانت قراراته تلقى ترحيبا وقبولا شعبيا، فحافظ على مكانته، بل زادت مكانته بعد مشاركة المرأة في عضوية المجلس، واستبشر الكويتيون بذلك لما تحمله المرأة من ذوق وإبداع لتضيف لمحات جمالية لكل مشروع.
طالعتنا الصحف على فرض رسوم على مظلات السيارات، الملاحظ رفض كل عضوات المجلس «وهن ثلث عدد الأعضاء» للقرار، وهذا دليل مبشر، فتحصيل 500 فلس/م2 ليس بقامة المجلس البلدي، وليس حلا!
نحن نعاني من التشوه البصري، ومناظر الفوضى والعشوائية بأشكال وألوان ومواد مظلات السيارات، أعادت لنا عشيش الشينكو والكيربي التي أزالها مجلس الوزراء في السبعينيات.
فحين يقرر المواطن بناء بيته تتدخل البلدية وتشترط نسب ومواصفات البناء، رغم أن الأرض ملكه، فكيف إذا كانت الأرض ملكا للوطن وتريد الانتفاع بها؟ فمن حق الوطن أن يفرض شروطه على المنتفع، عند إقامة أي منشأة خارج حدود قسيمته أن يأخذ «ترخيصا» من الدولة التي يحق لها فرض رسوم، أو شروط ومواصفات. لنأخذ مثالا: مقابل استفادة المواطن (الفرد) من إنشاء مظلات السيارات خارج حدود القسيمة فمثلما يستفيد المواطن من المظلة لحفظ سيارته، فللشعب والحكومة حق «حسن المنظر» ما دام المكان ملكا للجميع.
ولأن المواطن المستفيد سيتكفل بمصاريف إقامة المظلة طواعية، فلماذا لا نوفق بين مطالبه الشخصية والمطلب العام، إن ما نطرحه في هذا المقال ربما يكون جديدا يلائم هذا العهد الجديد المبارك، عهد الإبداع والتميز والتطور.
تتلخص هذه الفكرة بعمل تجربة على أرض خصبة تتقبل الأفكار، لنجني ثمار حب الوطن، وهي مدينة المطلاع السكنية، حيث إنها حتى الآن تحت الإنشاء، وغير مسكونة حاليا، فلماذا لا تبدأ البلدية بالتجربة بها؟ وعند نجاحها تعمم على جميع المناطق، الفكرة تقوم على رسم «نموذج موحد» لكل مظلات السيارات بمنطقة المطلاع يطلب من المواطن تنفيذها إذا أراد أن يقيم مظلة خارج حدود قسيمته، وكأنني أتخيل وأرى أن مظلات السيارات في المطلاع على شكل واحد بسقف من القرميد الأحمر «أو أي لون موحد»، وأتخيل وأنا بالطائرة وكأن منازل المطلاع كأنها منازل في بيروت أو أوروبا، هذا القرار لو صدر لجعل مدينة المطلاع متميزة عن باقي مدن الكويت بجمال مظلاتها، وجمال المنظر العام وهو حق للوطن والمواطنين وواجب على الفرد، وهذا لن يكلف ميزانية الدولة، فالمواطن برغبته يتحمل تكاليف إقامة المظلة، وتكون ضريبة حب الوطن وتجميله «دنانير معدودة» تضاف إلى التكلفة الأصلية «بدل رسوم البلدية»، فإن مشاركة الحكومة مع المواطن بتجميل الوطن واجب.
هذا الأسلوب ليس جديدا، فالحكومة فرضت الطابوق الأبيض العازل للحرارة، للمنفعة العامة، فتقبلها المواطن وشعر بمنفعتها بعد ذلك، أحيانا الفكرة بتفاصيلها لا يستوعبها المواطن، ولكن للحكومة نظرة 3D فتختار الأفضل، إن ما نراه الآن من أشكال مقززة ونماذج قبيحة من المظلات لا تسر الناظرين، وتشوه المنظر العام، لذلك لنبدأ بتجربة «المظلات الموحدة الشكل واللون والمواصفات» بمدينة المطلاع الجديدة وبعدها ستكون شروط البلدية مقبولة وواضحة ومشجعة للمناطق الأخرى، فقبل فوات الأوان، يرجى استبدال فرض رسوم 500 فلس/م2 بفرض نوع ولون موحد للمظلات في المنطقة مع تحديد الشكل «هرمي، أو برواز قرميد.. الخ»، إن هذه الشروط والمواصفات والقياسات التي تطلبها الدولة من المواطن هي أفضل وأنفع وأجمل للبلاد والعباد، أما «نصف الدينار» فهو لن يغني الوطن، ولن ينفع المواطنين، بينما توحيد ألوان وأشكال المظلات سيضفي على المنطقة لمحة إبداع وجمال، تميز منطقة عن الأخرى، وتوحي لنا بالتغيير والتجديد.