أيام معدودات ويقوم الناخب الكويتي بممارسة دوره أو واجبه الوطـــني المتـــمثل في اختياره لنـــواب الأمة الذين سيمنحهم صـــوته ويمنحونه عملهم وجهدهم خلال مرحــــلة قادمة مهمة في تاريخ الدولة وتاريخ التجربة الديموقراطية التي لطالما تغنى بها الشعب والناخب الكويتي على مدى التاريخ.
تلك التجربة التي كانت مثالا يحتذى وستستمر بإذن الله لما فيه خير العباد والبلاد، فنواب الأمة الذين سيقع عليهم اختيار الناخب سينقلون همومه ومشاكله ويسعون لتحقيق آماله وتطلعاته خلال الفترة القادمة، وقد لا تبدو مهمة الاختيار على ورقة الاقتراع من خلال إمهار الاختيار بالقلم المخصص لذلك، قد لا تبدو بالسهولة المتوقعة.
فهي أمانة بالدرجة الأولى، والأولى فيها توخي اتباع صوت الضمير واختيار من يعتقد الناخب ويؤمن باختيار نائبه ليمثله في مجلس الأمة، في مرحلة مهمة من عمر البلاد، وأيضا نقول بأن الأمر يبدو على العكس من ذلك تماما، فتلك الورقة ستعبر عن الكثير من الأمور، فهي تمثل مستقبل الناخب خلال الفترة القادمة، وهذه الخطوة رغم قصرها وبساطتها إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل ذات الأهمية القصوى.
وبناء عليه، فإن المهمة والمسؤولية الملقاة على عاتق الناخب تبدو كبيرة وجسيمة في آن معا، ويتطلب معها التقدير الدقيق في اتخاذ القرار الصائب قدر الإمكان وانتخاب من يمثله خير تمثيل، وحسن الاختيار الذي سيحدد آفاق العمل ورؤيته المستقبلية في تحقيق تطلعاته على المدى البعيد.
ويجب أن يكون القرار مدروسا تماما باستفاضة من خلال معرفة سيرة وأداء وجهود كل مرشح من المرشحين المتاحين، والذي يفترض أن يكون الناخب قد كون فكرة شاملة ووافية عن جميع المرشحين في دائرته ليحدد من يختاره عقله وضميره.
كما أن الناخب اليوم يجب أن يعي خطورة المرحلة وأن يستفيد من تجارب الماضي في الاختيار، والسعي لأن يكون اختياره موفقا، وعدم الانسياق وراء الإعلانات والدعايات لمرشحين لمجرد المحاباة وإرضاء البعض.
ويجب دراسة ومعرفة البرنامج الانتخابي لكل مرشح بتمعن، والعمل على إجراء توازن وقياس للأداء. ونذكر بأن اختيار الناخب لممثله في مجلس الأمة يتوقف عليه مستقبل الأمة خلال المرحلة القادمة، وهي مرحلة بلا شك مهمة جدا، وتتطلب الاستفادة من أخطاء الماضي عندما قاموا باختيار ممثليهم خلال السنوات الماضية.
الآمال كما أسلفنا معقودة بشكل كبير على مجلس 2023 والذي سيأتي لكي يعمل ويعمل بكل ما أوتي من جهد وقوة، لتحقيق مسيرة التنمية التي تنتظرها البلاد منذ زمن بعيد، إننا هنا من موقعنا هذا نوجه دعوتنا للناخبين باتخاذ القرار المناسب للمرشح المناسب على خير وجه لتأدية واجبه الوطني كما يمليه عليه ضميره، والله ولي التوفيق.
[email protected]