دعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.
وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» امس، مازال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع «موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام».
وقال البيان إن «الميسرين (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية»، كما يدعوان «الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية».
ميدانيا، اندلع قتال عنيف امس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وضواحيها بعد يوم من انتهاء الهدنة.
وبحسب «الجزيرة» دارت معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع قرب المنطقة الصناعية وشارع الغابة في الخرطوم، وقصفت الطائرات الحربية السودانية أهدافا تابعة للدعم السريع في هذه المنطقة.
وأفادت بأن مناطق جنوب وشرق الخرطوم شهدت اشتباكات وقصفا مدفعيا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة صباح امس، كما سمع دوي انفجارات متتالية في جنوب مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية.
وفي تطور آخر، قال المتحدث باسم الجيش السوداني، إنه لا صحة لما تردد عن سقوط مدينة كتم بولاية شمال دارفور في أيدي من وصفهم بالمتمردين، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
ومع تواصل الاشتباكات تتفاقم الأوضاع الإنسانية في الخرطوم وفي إقليم دارفور (غرب) خصوصا، حيث تسببت في انهيار منازل في الخرطوم وهروب مجموعة من المواطنين من محيط إطلاق النار.
كما أدت المواجهات إلى توقف الخدمات في معظم أقسام مستشفى سوبا الجامعي جنوبي العاصمة، وذلك بعدما تضررت العديد من المستشفيات بالمدينة أو توقفت عن الخدمة.
من جهة أخرى، وبحسب المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تسببت الحرب بـ «تشوهات كبيرة في البنية الإنتاجية لقطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني خصوصا في مناطق احتدام الصراع في ولاية الخرطوم، غير أن القطاع الإنتاجي في كافة البلاد أصابه الشلل».
وأشارت المنظمة التي تتخذ من الخرطوم مقرا، إلى أن «انقطاع سلاسل الإمداد (أدى) إلى تحطيم كامل لمنظومات إنتاج الدواجن التي تتركز حول الخرطوم وكذلك إنتاج الخضر والفاكهة».