لم يطرأ تغيير كبير على تشكيلة مجلس الأمة إلا بنسبة 24% وعاد العدد الأكبر من النواب السابقين، إلا أن هذا لا يعني عدم إجراء تعديلات على تركيبة مجلس الوزراء أو على توجهات مجلس الأمة.
لقد جاءت الفرصة لأن يتم التصحيح المرجو، وهذا يتطلب أن يهتم الجميع بالمصلحة العليا للكويت وأن تكون توجهاتهم وأولوياتهم لصالح الكويت، فمن الضروري الافتخار بولائنا الوطني وأن يتخلى الجميع عن أي انتماءات حزبية.
نريد أن نضع خططا ومنهاجا وطنيا لصالح الكويت، وهنا نتذكر كلمة للمغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في هذا الخصوص، قال فيها «إننا من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي ما عدا ذلك فليس من الكويت وليست الكويت منه».
إنها كلمة ذات مغزى وطني يطالب الجميع بأن يكون ولاؤهم للكويت وليس لغيرها، فالكويت هي المنبت الذي تمتد في أغواره جذورنا والحصن الذي نؤوي إليه ونعتصم به بعد الله سبحانه وتعالى، وهي الكيان الذي يمسك علينا وجودنا المتلاحم في معالمه وقسماته.
الناس ملّت الجدال الذي لا هدف من ورائه سوى إثارة الخصوم والنعرات التي تسبب في خلافتنا، فدعونا نصحح ذلك المسار الذي يتحقق من خلاله طموحات للشعب، نريد مجلس أمة أكثر تعاونا وتفاهما مع الحكومة ومساعدتها في إنجاز المشاريع التنموية لصالح المواطنين، ولابد أن نلتزم بحوارات جيدة لإنجاز أفضل المشاريع التنموية.
لقد خسرنا خلال الفترة السابقة الكثير، وتأثرت سمعة الكويت بسبب الخلافات والمشاحنات بين أعضاء المجلس وأعضاء الحكومة، لذا يجب علينا أن نزيل تلك الغمامة السوداء الذي تسببت في عدم اقتناع الآخرين بديموقراطيتنا كذلك توقفت بعض المشاريع بسبب الجدل غير المفيد، فقد تسببت تلك الظروف في عدم قيام وزارة الأشغال بإنجاز معالجة مشاكل الطرق التي مضى عليها أكثر من أربع سنوات، كذلك هناك تراجع في التربية والتعليم والمرافق الصحية، بعد أن كنا في السابق مثالا يحتذى في هذه المجالات، وكنا في مقدمة دول المنطقة من ناحية المؤسسات التعليمية والمؤسسات الصحية.
وتسببت تلك الظروف السيئة التي مرت على البلاد في السنوات السابقة في التأثير سلبا على الاقتصاد الوطني، لذا لابد أن نعمل على تطوير مستوى الاقتصاد الوطني وتبني مشاريع لإيجاد موارد اقتصادية متنوعة، ولا نظل نعتمد فقط على النفط.
كل هذه الأمور ممكن معالجتها بشرط التفاهم الكامل بين مجلس الأمة والحكومة، وأن يكرس أعضاء المجلسين جهودهم من أجل تبني مشاريع أكثر حاجة لها الدولة.
٭ من أقوال المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «إن الشعور بالذات والامتلاء بعز الانتماء وفخر الانتساب مصدره الأكبر والأوحد هو الوطن هو الكويت».
والله الموفق.