دائما ما تباغتنا دولة السويد بأفعال مهاجمة للإسلام وللمسلمين بدعوى أنها تطبق قانونها ومبادئها التشريعية التي تكفل حرية التعبير عن الرأي، والغريب في الأمر أن تلك الدولة التي تدعي قدرتها على حماية الحريات تعجز عن حماية المواطنين أنفسهم، فصاحبة لقب أسعد دولة بالعالم تحولت إلى عاصمة استخدام العنف بين المواطنين، بعدما تركت المجال أمام العصابات الإجرامية لممارسة نشاطها خاصة بالعاصمة ستوكهولم، وحقيقة الأمر أن هناك حالة واضحة من العدائية نحو الإسلام والمسلمين على وجه الخصوص ويتم إقحام هذا بالحريات حتى لا يكون العداء منصبا على المسلمين فقط بشكل مباشر.
وسأقدم بين أيديكم دليلا آخر على وجود تلك الحالة من العدائية نحو الإسلام، فإذا كانت السويد تدعي أنها تحترم كل أشكال التعبير عن الرأي، حتى وإن كان يمس الكتب والمقدسات الدينية، بل أنها تمنح لمواطنيها وللاجئين تصريحا لفعل ذلك في حين أنها تعتبر أن المساس بعلم الدولة جريمة يعاقب عليها القانون، وهنا تكمن الازدواجية التي تظهر نواياها إزاء الإسلام، والتي لا تقف عند هذا فحسب بل وصل الأمر إلى اختطاف الأطفال من عائلات المسلمين بحجج واهية وغريبة وتسليمهم إلى أسر أخرى حتى وإن كانت تلك الأسر يتكون أفرادها من الشواذ، وهذا ما حدث فعليا مع إحدى أسر اللاجئين العرب.
معاداة السويد للإسلام قد يصنفها البعض بحالة من الإسلاموفوبيا، وهي الخوف من الإسلام، خاصة في ظل انتشاره بالسويد ليصبح نحو 10% من السويديين معتنقين للإسلام، وبفضل الله سبحانه هذا المعدل يأخذ كل يوم منحنى تصاعديا، وهذا ما دفع بالجماعات المتطرفة فكريا في السويد إلى مهاجمة الإسلام والإساءة للمسلمين بأي شكل من الأشكال وفي محاولاتهم الاستفزازية وصل بهم الأمر إلى حرق المصحف الشريف أكثر من مرة وفي إحدى الوقائع تم حرق المصحف أمام سفارة إحدى الدول التي يعتنق عدد كبير من سكانها الاسلام.
والحقيقة أن موقف الكويت من ذلك كان قويا، حيث استدعت وزارة الخارجية السفيرة السويدية وقدمت مذكرة احتجاج على تلك الواقعة التي تكشف عن دناءة منفذها، وفي السياق أعلن اتحاد الجمعيات في الكويت عن قيامه بحصر جميع المنتجات السويدية وتعميمها على التعاونيات وبدء حملة للمقاطعة وقد لاقت تلك الحملة ترحيبا شعبيا من جانب المواطنين، وعلى هذا النهج أصدرت الكثير من البلدان العربية والإسلامية بيانات إدانة واستنكار، وهذا ما دفع بالسويد إلى إصدار بيان للتوضيح ومحاولة تجنب غضب المسلمين.
وكم أتمنى أن تكون ردة فعل الدول العربية قوية لتجعل السويد تعض أنامل الندم على مهاجمتها للإسلام هذا الدين القيم، فلو علمت السويد ما جاء به بالإسلام من أحكام تكفل للإنسان أعلى مراتب الحرية والكرامة لكانت أحرقت دستورها بدلا من حرق المصحف الشريف.
[email protected]