حينما علمت بخبر فوز الشيخ د.طلال الفهد بمنصب رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي حرصت على متابعة ما كتبته الصحافة الدولية حول هذا الفوز المشرف، وحينما بدأت ابحث عما نشر بهذا الصدد توقفت لبرهة مع شعور بالفخر والاعتزاز بهذا الوطن الغالي، فقد كانت عبارة «فوز الكويتي الشيخ طلال الفهد برئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي» هي الأكثر تداولا، فذكر اسم الكويت جعل الأمر بمنزلة الانتصار للوطن، وإنجازا يضاف إلى التاريخ الرياضي واستكمالا لمسيرة «الفهود» التي بدأت منذ سنوات طويلة مع هذا الكيان الرياضي ذي القيمة المهمة في القارة الصفراء.
الشيخ طلال الفهد صاحب السيرة الطيبة والمسيرة الحافلة بالإنجازات في شتى المجالات، فهو في المقام الأول دارس للقانون وحصل فيه على درجة الدكتوراه، ودفعه شغفه نحو الرياضة فحقق الكثير من الإنجازات بها، وتقلد العديد من المناصب بدءا من توليه منصب رئيس اتحاد غرب آسيا في عام 2006 وصولا إلى رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي، وبين هذا وذاك كان هناك جهد واجتهاد ومثابرة نجحت في صنع خطوات مثلت إضافة قوية لتاريخ الرياضة الكويتية، فهو صاحب إنجاز حقيقي لا يمكن إنكاره بأي شكل من الأشكال.
ومن وجهة نظري أعتبر أن المجلس الأولمبي الآسيوي بمنزلة البيت الذي لا يصلح من دون «الفهود» فقد كان الشهيد الشيخ فهد الأحمد أول من ترأس المجلس في عام 1982، وخلفه من بعده ابنه الشيخ أحمد الفهد، واليوم وصل له الشيخ طلال الفهد ليعيد فتح صفحة قديمة لوالده وشقيقه حافلة بالإنجازات، ويسعى إلى إضافة أسطر جديدة تليق بهذا التاريخ المشرف ومكانة الكويت.
وأعتبر أن فوز الشيخ طلال الفهد بهذا المنصب لم يأت بمحض المصادفة أو المجاملة الشخصية له، فالمنافسة كانت على أشدها ولم تكن بالأمر الهين الذي يمكن تجاوزه بسهولة، فقد شاركت نحو 44 دولة في عملية التصويت، ونجح «الفهد» في الحصول على 24 صوتا مقابل 20 صوتا لحسين المسلم رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية، وأدرك أن الدول التي منحته أصواتها تعلم وتثق تمام الثقة أن «الفهد» قادر على تقديم الأفضل لهذا الكيان الرياضي الدولي المهم.
والحقيقة أن ما جاء به البرنامج الانتخابي للشيخ طلال الفهد وما ألقى به من كلمات خلال خطابه أعتبره من وجهة نظري بمنزلة الخطوط العريضة التي تحدد ملامح الفترة المقبلة، وتشكل مسار الرياضة على مستوى القارة الآسيوية، وهنا سأقتبس بضعا من كلمات «الفهد» حينما جاء في نص خطابه «أعدكم سأوحد آسيا مجددا، ولا شيء سيهدد الألعاب أو موظفي المجلس. أعدكم بأنكم لن تروا هذا (المشهد) مجددا، ولن تقفلوا الباب أمام أي شخص من آسيا. أبوابنا ستكون مفتوحة دوما» وهذا ما يكشف أن الفترة المقبلة ستكون بعيدة كل البعد عما مر به المجلس الأولمبي خلال الفترة الماضية من مشكلات شكلت عقبات حال تبينه وبين تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة منه.
أعـــلم جيدا أنه سيقال مستـــقبلا إن ابن الكويت الغالية نجح وبجــدارة في صنع فارق كبير في تاريخ الرياضة الآسيوية، وأن الفترة المقبلة ستكون حافلة وعامرة بإنجازات غابت عنا، فهنيئا لنا جميعا وواجبنا الآن أن نكون خير داعمين لكل كويتي مخلص يحرص على أن يجعل علم بلده خفاقا عاليا.
[email protected]