انتقدني بعض أصدقائي في مسألة التفاؤل بمستقبل البلد في مقالاتي السابقة، إذ كان للتفاؤل بصمة واضحة في ذلك، وقد تقبلت هذا الانتقاد بصدر رحب علما بأني ليس لدي ناقة او جمل مع الحكومة سوى أن لي أسبابي التي تجعلني متفائلا وهي كالتالي:
أولا: الجميع يعلم ان الكويت تعتبر الدولة الوحيدة في الخليج بكثرة أزماتها ومشاكلها، الا أن هذه الازمات لم تؤثر اطلاقا على كيان الدولة، ومنها أزمة المناخ وأزمة الإرهاب في الثمانينيات وازمة الحرب العراقية ـ الإيرانية وازمة الغزو الصدامي الغاشم واحتلاله للكويت عام 1990 وأزمة الربيع العربي والتي اعتقد الكثير أن الكويت ستدخل هذا الربيع من أوسع أبوابه، لكن الله تعالى نجاها من ذلك كله.
ثانيا: أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفاؤل دائما حتى في أسوأ الحالات التي نمر بها، والدليل على ذلك بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال أحداث معركة الاحزاب وكان عدد جيش الكفار 10 آلاف وعدد جيش المسلمين 3 آلاف، إذ قال في هذه البشرى بعد أن أخذ المعول فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا.
ثالثا: الكويت تعتبر من أهم الدول الرائدة في العمل الإنساني الإسلامي، وخير دليل على ذلك هو أن د.عبدالرحمن السميط أحد أبنائها والذي اهتدى على يده 12 مليون أفريقي ناهيك عن أبناء الكويت الذين ينفقون الملايين بالسر من مالهم الخاص لنشر الإسلام وكفالة الأيتام والأرامل وغير ذلك من أعمال الخير في شتى بقاع العالم، وقد وصلتني معلومة أن أحد المواطنين قام ببناء 1600 مسجد حول العالم من حسابه الخاص، وربما تكون هذه الأعمال الصالحة سببا في حفظ الكويت، كما ان لدي الكثير من الأسباب التي تجعلني متفائلا بمستقبل الكويت ولكنني لا أريد الإطالة عليكم.
باختصار، لدي ولديكم الصورة الواضحة عن الأحوال حاليا في بلدنا الكويت، وكان ما مرت به في السابق من أزمات أشد وأسوأ بكثير، وما لنا إلا ان نتبع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم اذا قال «تفاءلوا بالخير تجدوه».