نسمع دائما بما يسمى أو ما يطلق عليه الأغلبية الصامتة من الجميع ودون استثناء علما بأنه لا توجد في المجتمع الكويتي أغلبية صامتة إطلاقا والأصح هو ان نقول «الأغلبية المتذمرة» فالكويتي ليس بصامت نهائيا بل هو متذمر من كل شيء وأي شيء سواء السياسة أو الصحة أو التربية أو الخدمات بشكل عام وحتى الجو!
وأكاد أجزم بل أؤكد انه لا يمر على الكويتي يوم واحد دون ان يمارس ما اعتاد عليه من التذمر الذي يبدو لي انه اصبح من عاداتنا وتقاليدنا!
هذه ليست دعوة لتكميم الأفواه أو تبرير الفشل الحكومي في إدارة الدولة إطلاقا ولكن هي دعوة لإيجاد حلول لظاهرة التذمر و«التحلطم» التي اصبحت صفة لصيقة ومميزة للمواطن الكويتي دون غيره من خلق الله!
وقد يكون ذلك السبب وراء انه أصبحت لدينا قنوات «فضائية» متخصصة في «التحلطم» وتشويه سمعة الكويت والمؤسسة الديموقراطية باسم الديموقراطية!
لذلك ومن باب «ان تضيء شمعة خير لك من ان تلعن الظلام» قررت ان أكتب هذا المقال.
وتخيل معي لو ان كل مواطن متذمر أهدر خمس دقائق من وقته الثمين المخصص لـ «التحلطم» ودخل النت واستعان بـ «غوغل» أو استعان بمن يساعده من الجيل الجديد في البحث عن العنوان أو البريد الإلكتروني أو الفاكس للجهة أو المؤسسة أو المسؤول الذي تسبب في تذمره، وكتب له رسالة موضحا فيها أسباب التذمر والخلل الموجود سواء في المنشأة أو الشخص نفسه والسلبيات التي دعته للتذمر وشكوى الحال وبعث ببساطة نسخة منها «كوبي» الى جميع المسؤولين عن الموضوع.
النتيجة هي عشرات الآلاف من الرسائل والفاكسات والإيميلات المعبرة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال اهمالها أو تطنيشها أو التعامل معها كالمقالات في الجرائد بالاسلوب الحكومي «عمك أصمخ» المتبع حاليا والذي نتج عنه خروج الناس ونواب الأمة للشوارع لكي يجبروا من يهمه الأمر لسماع صوتهم!
وهذه دعوة مني للتظاهر وذلك دون الخروج الى الساحات والشوارع والسير خلف توجهات وتوجيهات جهات وتكتلات وأحزاب وأصحاب مصالح وناس لا يعلم مآربها الا الله!
ولنتوقف عن مجاملة حضرات معالي السادة النواب المحترمين ولنبد رأينا بما يقومون به بكل صراحة لأنهم بالنهاية وكلاؤنا ويتكلمون بأسمائنا ونيابة عنا وهم موجودون في أماكن صنع القرار بسببنا ولأجلنا نحن وليس لأجلهم!
اعتقد ان هذا هو الحل «من وجهة نظري» وهو الأفضل والأسهل والأبسط اذ كيف للمسؤول الفاشل ان يعلم انه فاشل من الأساس اذا لم تبلغه بذلك!
وبما ان حكومتنا لها الظاهر ولا تحب «عوار الراس» لذلك ترى ان المسؤول لا غبار عليه، اذن لماذا تعزله وتستبدله بآخر ما دام انه لا يوجد عليه أي شكوى أو تذمر عام!
من وجهة نظري هذا ليس خيارا تأخذه أو تتركه بل هو واجب يحتمه الحب والولاء للوطن الا اذا كانت لديك طريقة أفضل!
اما اذا لم تعجبك الطريقة وفضلت الابتعاد لأنك لا ترغب في التعبير عن رأيك خشية الفشلة أو من باب «انه شكو» اذن فالأولى والأفضل لك هو ان تصمت «ولا تعور روسنا» وجنبنا وجنب نفسك «التحلطم» والحش والغيبة والنميمة!
يقال والعهد على الراوي ان البلد يسير باتجاه التنمية.
وعاشت التنمية!
[email protected]