الحمد لله والمنة والثناء الحسن على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ونعمة المال الحلال الطيب من عمل طيب يبارك الله فيه. سأتحدث عن ظاهرة التسول فلقد أصبح التسول حرفة تحقق دخلا خياليا في أقصر وقت، وتسيطر عليها عصابات خطرة تتحكم في جيوش من المتسولين، نعم ما دعاني كي اخط اسطري ما أراه بكثرة وفي ازدياد ملحوظ وخصوصا هنا في أوروبا حيث اصبح التسول وكثرة المتسولين تزعج السياح وخصوصا العرب والخليجيين وليس هناك رادع من وقف نشاطهم وازديادهم.
نجلس في مقهى لشرب القهوة واذا باحداهن تقف تحن وترن على قلبك لإعطائها بعض النقود، التفت اليها مبررة بعدم وجود change (ليس لدي خردة) فترد علي بكل وقاحة انا اصرف لك اي مبلغ تودين. اذن انت صراف متنقل ومليونيرة من التسول، يتجولون من الصباح الباكر حتى المساء اينما وجد العرب بالذات.
نعم نهى الله تبارك وتعالى عن رد السائل في قوله سبحانه (وأما السائل فلا تنهر)، لكن هناك تشديدا على عدم منح من يتسول في الشارع أموالا لأن هذا يعتبر بمنزلة تشجيع له على التمادي في كسله وعدم البحث عن أسباب الرزق.
إن التسول يتعارض مع تعاليم الإسلام المتمثلة في تحصيل أسباب الحياة وعدم التقاعس عن أداء الواجبات، المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ويكفي أن يعلم الإنسان أن عمله مراقب من الله وأنه في معية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكفاه بذلك نعمة وتكريما. ومع الأسف من يجلسون بالطرقات اغلبهم من يرتدون الحجاب مدعين انهم مسلمين وهذا عار عليهم حيث ضبطهم صحافي متجول بكاميرات وطلب منهم قراءة أي سورة من القرآن وسوف يعطيهم مبلغا كبيرا لتظهر الحقيقة انهم لا دين لهم سوى التسول وسد الطرقات في الشوارع المزدحمة. أحدهم ينام على الأرض ويمد يده بورقة انه جائع يصطدم به المارة ولا أحد يمنعهم عن هذا، وأخرى تجر ابنها في عربة أطفال من أغلى الماركات وتدعي الجوع. اكثر من عدة سنوات في نفس المكان يجلسون وكوب الورق او السلة التي امامهم تملأ بكل العملات الورقية والمعدنية. من الصباح حتى آخر الليل. انهم المليونيرية المتسولون في شوارع أوروبا بكثرة. والعجب أن بعضهم يضع كلبه بجانبه وأمام الكلب ورقة كتب عليها ان كلبي ليس لديه طعام فيحن المارة على الكلب والمستفيد صاحبه.
إن هذه الظاهرة ليست من الإسلام في شيء، وهذه المجموعة من المتسولين يدّعون الاسلام فالله ورسوله يحثان على العمل وينبذان الكسل والتواكل بكل صوره ومنها التسول، كما قال صلى الله عليه وسلم «إن الله كره لكم ثلاثا: القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال»، لافتا إلى أن الإسلام منهج حياة، يرتكز على القيم الإيمانية والمثل والأخلاق، ومن أجل ذلك يسعى المسلم للحصول على الرزق الطيب ليعينه على عبادة الله سبحانه وتعالى، فقد ورد في الأثر: نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح. رزقنا الله وإياكم أحبتي الرزق الصالح الحلال الطيب وبارك الله لنا فيه ويجب علينا عدم التعاطف مع هذه النوعية من البشر.