لايزال الطغيان البشري بازدياد للحفاظ على مكتسباته الاقتصادية الرأسمالية ونفوذه السياسي والجغرافي والصناعي، وكما هو معروف الكيانات السياسية العالمية لاتزال تعمل وفق أجنداتها السياسية المدمرة للكوكب، وبالوقت نفسه لا تعير أي اهتمام لموضوع التغير المناخي الذي حذر منه العلماء المختصون.
ولعل أهم تحذير هو ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا يعني أن ظواهر الأرصاد الجوية السلبية قد بدأت بالفعل بالتغير، ويتمثل ذلك في الزلازل والبراكين والأعاصير المدمرة، ومنها إعصار «دانيال»، وقد سمي بهذا الاسم المذكر، وهي من المرات النادرة التي يحدث فيها ذلك، حيث غالبا ما تسمى الأعاصير بأسماء مؤنثة، و«دانيال» اسم مذكر شائع باللغة العبرية، أما فيما يخص ضحايا هذا الإعصار في درنة الليبية وحدها فقد تجاوز عشرين ألف ضحية ودمرت المدينة بالكامل. وبالمقابل ضرب المغرب زلزال قوي في مدينة مراكش وراح ضحيته الكثير من الضحايا وكثير من الأضرار المادية.
ولا اعتقد أن أمر الكوارث الطبيعية سينتهي إلى هذا الحد في ظل وجود هذا الطغيان البشري غير المتناهي، بل ان هذه الظاهرة المناخية حتما ستتكرر في أماكن متعددة، وخصوصا في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وعليه يجب على الدول التي تقع بهذه الرقعة من الكوكب أن تحمل على عاتقها العديد من الاستعدادات الوقائية والتي يمكن من خلالها العمل على تجنب سقوط ضحايا بالمستقبل بقدر المستطاع.
وختاما…
أسأل العلي القدير أن يتغمد برحمته ضحايا الإعصار والزلزال الذين سقطوا في ليبيا والمغرب، وأن يغفر لهم ويرحمهم ويسكنهم الجنة، ويربط على قلوب ذويهم ويلهمهم الصبر والسلوان.
(وإنا لله وإنا إليه راجعون).