«يا أخي أنا اخترت ألا أدخن، ليش تنفخ 16 سيجارة في وجهي في أقل من ساعة»؟!
هذه العبارة انفجر بها في إحدى الديوانيات أحد الضيوف غاضبا بعد ان لاحظ تمادي أحد الحضور بالتدخين بالسيجارة تلو السيجارة يطفئ واحدة ويشعل الثانية فقال له بصوت عال:
يا اخي عموم الحضور في هذه الديوانية اختاروا عدم التدخين كرها له وخوفا من اضراره لماذا انت تفرضه علينا وتنفخه في وجوهنا فاصبحنا مشاركين لك بالتدخين وكأن كل واحد مننا وضع سيجارة ويدخن؟ نعم. يا اخي احترمنا ودخن سيجارتك في الخارج.
في عنوان المقالة كتبت عبارة خاطئة فالسيجارة أخطر وأسوأ من المسدس، فالمسدس تخرج منه رصاصة واحدة تقتل شخصا وقد تجرحه فقط وكذلك قد تخطئه ولا تصيبه فينجو منها لكن الدخان كما نقول في العامية «فيك فيك»، أين تهرب من دخان السيجارة الذي كالشبح يدخل انفك ومن ثم إلى نظامك التنفسي ومنه إلى جسمك فيعمل فيه «عمايل سودة»؟ فأنت هنا تعرضت للتدخين السلبي وهو حسب آخر الاحصائيات الطبية يقتل كما يقتل الدخان الشخص المدخن نفسه.
والكارثة في موضوع التدخين هي انابيب التدخين الجديدة التي انتشرت مثل النار في الهشيم بين الناس عموما وخصوصا المراهقين فالدخان الذي يخرج منها يعادل نصف علبة سجائر وينتشر ليغطي مساحات اكبر وأوسع من السيجارة الواحدة فينتشر ضرره على عدد اكبر من الناس.
كثير من الدول بدأت بإجراءات قاسية ضد الدخان والمدخنين ومنها الكويت حتى انها وصلت لغرامة تصل لـ 500 دينار ضد الذين يدخنون في الاماكن العامة، وللأمانة كان لهذه الاجراءات دور لا بأس به في مكافحة التدخين فقد اختفت «نسبيا» ظاهرة الموظف المدخن الذي يقوم بالتدخين في مكان عمله.
وكذلك تقوم الكثير من الوزارات بتخصيص غرف للمدخنين لكي تحمي باقي غير المدخنين.
تبقى صالات الافراح والديوانيات وهو امر يرجع للذوق العام وأدب الانسان واخلاقه فمن العيب ان «تطق زقارتك» في ديوانية او صالة افراح وفيها ناس كبار في السن ومرضى قلب وامور صحية اخرى كثيرة يزيدها التدخين.
لكنني اتمنى ان تنظر وزارة التجارة في القيام بأمر اكبر وأهم في سبيل مكافحة التدخين وهو الاقتداء بالشقيقة السعودية وزيادة اسعارها فأنت بذلك:
1 ـ حصلت على دخل اضافي للدولة.
2 ـ زدت من صعوبة حصول الأطفال والمراهقين عليها بسبب زيادة كلفتها.
٭ نقطة أخيرة: التدخين هو مرض وادمان صعب بل أحيانا مستحيل التخلي عنه، لذلك الأولى والأجدر هو زيادة صعوبة وصوله للجيل الجديد.
ghunaimalzu3by@