«لو سمحت صديق 2 شباتي سادة واحد شاي حليب سكر زيادة»، هذا هو طلبي شبه اليومي بعد صلاة الفجر من المطعم القريب من المسجد، وكلما خرجت منه يلفت نظري، أعزكم الله، حاويات القمامة وامتلائـها بكراتين من الخضراوات وخاصة الورقية، وكل مرة اقول سأرجع لسؤال عمال المطعم عنها، لكنني انسى غالبا لانشغالي بالتهام الـ 2 شباتي مع كوب الشاي بالحليب، لكن قبل يومين وضعت الأكل في السيارة ورجعت للمطعم لأتخلص من هذا الفضول الذي أشغلني.
كان ردهم بأنهم يشترون كل يوم ما يعادل 20 كرتون خضراوات وورقيات، ثم يبدأون بفرزها وتنظيفها وقص الأجزاء الذابلة منها.
فيتكون عندهم في النهاية تقريبا 3 أو 4 كراتين من بقايا تلك الخضراوات فيرمونها في حاوية القمامة. طبعا لم أنته من استجوابهم قلت لهم لو طلبت منكم تجميعها كل يوم وسآخذها منكم لأن عندي اصدقاء اصحاب ماشية وبالتأكيد سيرغبون فيها لإعطائها لحلالهم كأعلاف.
ابتسم بوجهي مدير المطعم وقال «بابا واجد نفر يقول سيم سيم كلام يجي يوم ويوم ما يجي وانا ما في مكان يحط هذه الخضرة». وأكمل أن «البلدية» ستغلق مطعمه اذا وجدوه يخزن المخلفات داخل مكان إعداد الطعام.
انتهيت من استجوابهم ورجعت لسيارتي وتذكرت الموقف نفسه والأسئلة نفسها سألتها لمحل عصائر مشهور في ضاحيتنا عندما رأيته يلقي قشور الموز والرقي والبرتقال في حاوية القمامة، حتى انني مازحته قائلا: هل تتصور مدى لذة حليب الإبل التي تأكل هذه الفواكه يوميا؟!
هذان فقط محلان، ولكم ان تتصوروا كمية المخلفات من بقايا الخضراوات والفواكه من مئات ان لم يكن آلاف المطاعم.
انسوا المطاعم ومحلات العصائر، ماذا عن نصف مليون منزل وشقة في الكويت؟ هل لكم ان تتصوروا كمية الاطنان من مخلفات الخضرة والفواكه التي تخرج كل يوم من نصف مليون منزل وشقة؟!
اقتراحي في هذه المقالة إنشاء شركة مساهمة نصفها لمن يرغب من المواطنين والنصف الآخر لمستثمر.
هدفها جمع المخلفات الخضرية من الخضراوات والفواكه والمعجنات وانشاء مصنع يحولها لأعلاف للماشية والحلال في الكويت. فوائد انشاء هذه الشركة تتجاوز تخفيف حجم القمامة التي تذهب المرادم، بل ستسهم كذلك في خفض اسعار الاغنام والماشية في البلد بسبب توافر اعلاف بأسعار مناسبة، وكلنا يعلم ان 80% من تكلفة تربية الاغنام والماشية تذهب لشراء الاعلاف التي تستوردها الكويت.
وكذلك انت خلقت صناعة وطنية محلية وما يترتب عليها من توفير وظائف للمواطنين والمقيمين وقد يزيد انتاج المصنع عن الحاجة المحلية فتبدأ بالتصدير للدول المجاورة.
نقطة أخيرة: هنا للمواطن أيضا فائدة، فالمواطن يحصل على مردود مقابل تعاونه مع تلك الشركة مقابل توفيره للفائض من الخضراوات والمعجنات في اكياس خاصة تجمعها الشركة أو يتم توصيلها لمكان تجميع في كل ضاحية.
ghunaimalzu3by@