لم تكن عملية «طوفان الأقصى» وليدة المصادفة بل كانت قبلها استعدادات قتالية فلسطينية ضخمة لتجهيز قوة السلاح المستخدم للمعركة المرتقبة مع الكيان الصهيوني المحتل بأي لحظة.
أما الروح القتالية لأبطال الأقصى فهي مرتفعة جدا ومنذ زمن بعيد وهي عبارة عن مزيج متشابك من الشجاعة وطلب الشهادة في سبيل الله والأخذ بثأر الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلوا على أيدي اليهود بدم بارد من قبل العصابات الصهيونية المتوحشة قبل إعلان قيام الكيان المحتل الذي لا يعرف شيئا عن نظرية حقوق الإنسان أو الرحمة إلا اسمها طوال سنوات الاحتلال الماضية، ولعل من أبرز هذه العصابات الصهيونية المتوحشة كاخ وشتيرن زفاي والسيكاري المزودة بالأسلحة الهجومية الفتاكة التي قضت على مئات الآلاف من عرب فلسطين العزل قبل إعلان قيام دولة الصهاينة في فلسطين عام 1948 ثم شكلت هذه العصابات الدموية فيما بعد النواة الأولى لجيش الكيان الصهيوني.
وهاهم اليوم أحفاد العصابات الصهيونية يعيدون الكرة على غزة ولكن اليوم ليس كالأمس فالسلاح متوافر وروح الجهاد واضحة جدا في مشاهد الاشتباكات مع المحتل اما من الخارج فإن التحالفات السياسية الدولية قد تشكلت من خلال الأحداث الدولية لصالح المقاومة الفلسطينية تحت نظرية عدو عدوي صديقي.
وهنا نجد ان التحالف الثلاثي الآسيوي أصبح أكثر فاعلية في الشرق الأوسط وأفريقيا فالتدخل السياسي الروسي في الشؤون الأفريقية استطاع ان يوقظ دول أفريقيا من نومها العميق والطويل تحت مظلة الاستعمار الفرنسي الذي سلب خيرات أفريقيا ثم خرج من أفريقيا دون حرب وبلا عودة بسبب الإسناد السياسي والعسكري الروسي.
وكذلك نجد ان إقليم ناغورني قره باغ في أذربيجان قد عاد إليها من دون حرب كبرى، حيث تسببت عملية عسكرية خاطفة في استرداده ومن ثم فرار الأرمن منه.
وربما تكون الخطوة القادمة تحرير فلسطين بعد طرد المحتل.
أما الفلسطينيون فإنهم أصحاب حق ولا بد ان يعود الحق لأصحابه كما هو الحال في المشهد الأفريقي والمشهد الأذربيجاني.
وسينتهي ظلم المحتل وستعود فلسطين لأهلها الأصليين وسيعود المحتل إلى الشتات كما كان في سابق عهده. أو ان يبقوا في فلسطين ليتعرضوا إلى المذبحة العظيمة التي يعرفونها وهي تنتظرهم كما ورد في أشراط الساعة استنادا إلى القرآن والسنة.
استذكر هنا قصة قصيرة رواها لي أحد الأصدقاء عن جدته وكانت في ذلك الوقت تسكن في القاهرة، فيقول عندما أعلن بن غوريون عن قيام دولة الصهاينة عام 1948 دخلت على جدتي جارتها العجوز اليهودية وهي تبكي مذعورة بسبب هذا الخبر وهي تقول: لعنة الله على بن غوريون يريد ان يجمع اليهود في فلسطين لكي يذبحهم المسلمون.
وهذا يعني ان المعلومة الدينية لمذبحة اليهود الختامية متطابقة عندنا وعندهم.
ملاحظه تاريخية: عندما حكم المسلمون الشام عاش اليهود والنصارى بأمن وسلام.
وعندما حكم النصارى بيت المقدس عاش المسلمون واليهود بأمن وسلام.
وعندما حكم اليهود الشام الغربية (فلسطين) عاش المسلمون والنصارى المدنيون بقلق وظلم ورعب وانتهاك مستمر لمقدساتهم من قبل الكيان الصهيوني.
فلندع جميعا لإخواننا في فلسطين بأن يكون النصر حليفهم وبهزيمة عدوهم. فالله معهم وأنا على يقين تام بأن الله لن يخذلهم.