لست متعودا على الألفاظ السيئة سواء كتابة أو نطقا، لكنني كتبت منشورا على وسائل التواصل اعتذرت بعده للمتابعين وقلت سامحوني لقد تجاوز الوضع في غزة الانسانية ودخل في مرحلة «الحيونة»، شعب يباد على مرأى ومسمع العالم دون تدخل ودون كف يد آلة الحرب الصهيونية المجرمة عن لحم وعظام الفلسطينيين تفتك بهم ليل نهار.
هذا المنشور كان كالتالي:
«الشتاء قادم.. الشتاء قادم يا (….) أوقفوا الحرب قبل قدوم الشتاء.. مليون انسان بدون سقف او جدران تحميهم من قسوة وأمطار الشتاء. أوقفوا الحرب قبل قدوم الشتاء».
لعل ما شعرت ودفعني لكتابة ذلك المنشور على الملأ وأمام آلاف المتابعين هي الشعور بالقهر والعجز وأنا اشاهد شعبا عربيا مسلما غير مسلح يتم ذبحه من الوريد الى الوريد ونحن عاجزون حتى عن ادخال الماء والأكل لهم.
والذي ذكرته عن الشتاء هو حقيقة قاسية فهو عدو خبيث ومجرم للاجئين والنازحين عن ارضهم، علمنا ذلك من مأساة اللاجئين السوريين حين بدأت السماء تصب ملايين الليترات من الماء على رؤوس مئات الألوف منهم في خيام بدائية بسيطة غرقت من أول رشة، غير البرد القاسي الشديد الذي كان يقرص أجسام الكبار قبل الصغار.
قد يصبر العالم على مناظر القتل السريع والقصف الذي ينتج عنه دمار شديد لكنه (بإذن الله) لن يسكت وهو يرى مئات الألوف من البشر في العراء والمطر يصب عليهم والجليد يلسع جلودهم فيقتل أطفالهم والمسنين.
تلك المناظر البشعة الحزينة ستنقلها شاشات التلفزيون العالمية وستصل الصورة (بإذن الله) الى ضمائر مليارات البشر قبل عيونهم فتتحرك احاسيس الرحمة لديهم فيتدخلون لوقف هذه المأساة.
هل يفعلها شتاء 2023 فيوقف اكبر كارثة انسانية في العصر الحديث؟ شعب صغير مغلوب على امره يتعرض للقصف ليل نهار بأحدث وأكبر القنابل والطريق مسدود أمامه في كل الاتجاهات.
نقطة أخيرة: أعتقد والله أعلم (وأتمنى ذلك) أنه في أول عاصفة مطرية شتوية تهب على غزة سيتعاطف العالم كله معها وسيدفعون باتجاه وقف الحرب.
ghunaimalzu3by@