بعد أن بدأ التدخل البري، يستعد المجاهدون في غزة لخوض حرب العصابات مع العدو الصهيوني الذي ارتكب جميع الجرائم الدولية التي نص عليها القانون الجنائي الدولي.
ولا يزال العدو الصهيوني مستمرا، وبكل وقاحة، أمام العالم في هذا الطريق دون الاكتراث بردة الفعل الإنسانية الداعمة لأهل غزة.
وحرب العصابات تعني الحرب بين قوتين، الاولى عبارة عن خلايا عنقودية لا يتجاوز عدد المقاتلين فيها عن الخمسة مقاتلين تتميز بخفة الحركة والانتقال من موقع إلى آخر بشكل سريع ومعرفة مداخل ومخارج الطرق في المدينة وإذا كان السكان معهم فهم في الجنة، أما إذا كان السكان ضدهم فهم في الجحيم، والمقاتلون في غزة ليس سكان غزة معهم فحسب، بل إن شعوب العالم الإسلامي معهم أيضا.
وهذا يعني أن معنويات المجاهدين في غزة تعانق السماء وليس أمامهم الا الحرية والنصر أو الشهادة في سبيل الله ثم الجنة.
أما قوة العدو الصهيوني فإنها مترددة في زيادة التوغل البري لأن جنودها مرعوبون جدا من مواجهة المجاهدين، إذ إن هذه الخطوة تعني الإبادة المحققة لهم، وهذا الأمر معلوم لديهم على الرغم من انهم اكثر عددا وأقوى عتادا.
ومن العوائق المهمة للتقدم البري أن هذه القوات بطيئة الحركة، ما يجعلها أهدافا سهلة لمقاتلي حرب العصابات الفلسطينيين الذين يعتمدون على الكر والفر السريع ما يمنحهم تفوقا كبيرا على قوات العدو في ارض المعركة من خلال الكمائن والافخاخ والألغام الارضية والقذائف المحمولة على الكتف والتي تحدث خسائر فادحة بالقوات البرية للعدو الصهيوني.
وفي الوقت نفسه، تعتبر حرب المدن في النظريات العسكرية العالمية بالنسبة للجيوش المهاجمة من أصعب وأخطر المعارك، أضف الى ذلك أن العقيدة القتالية لمن هم في موقف الدفاع تكون أقوى ألف مرة من القوات المهاجمة وتزداد قوة هذه العقيدة عندما تكون العقيدة الدينية مدعومة بأخذ الثأر، والعرب قديما وحديثا مشهورون بأخذ الثأر من العدو.
أما السلاح النووي الذي تلوح به إسرائيل، فهو دليل دامغ على هزيمتها المؤكدة لمعركة غزة، فالسلاح النووي يعني الانتحار السياسي والعسكري لقوات العدو فهذا السلاح سيدمر قوات العدو بسبب تواجدهم على سطح الأرض أولا، وأضف الى ذلك أن تجهيزاتهم الميدانية الوقائية تساوي صفرا أمام السلاح النووي، ولن تقيهم من الآثار الناجمة عنه مثل العصف والحرارة والدمار وانطلاق إشعاعات ألفا وبيتا وغاما التي تدمر الجسم البشري من الداخل والخارج.
أما المقاومون الفلسطينيون الملقبون بمقاتلي حرب العصابات والموجودون تحت سطح الارض فسيكونون في مأمن من آثار هذا السلاح.
أخيرا، الغريب في الأمر أن بعض حاخامات اليهود متفقون على أن عمر دولة إسرائيل هي 75 سنة وان آخر زعيم لهم سيكون اسمه نتنياهو وتعني بالعربية (عطا الله) وان اقتصادهم منهار تماما، وان يهود الشتات (المستوطنين) غادروا مطار بن غوريون بجوازات بلادهم التي أتوا منها قبل استقرارهم غير المحظوظ في إسرائيل بعد مقتل الكثير منهم في عملية طوفان الأقصى، كما أن هناك حالات فرار من الجيش بأعداد كبيرة كذلك.
وإلـــى الآن لم يستوعبوا أنهم أصبحوا عارا على الانسانية بسبب مجازرهم في غزة، وهذا بشهادة كل دول العالم الشريفة، خاصة الدول التي سحبت سفراءها من إسرائيل.
والنداء الأخير لهؤلاء الغرباء عن أرض فلسطين أن اتركوا بنادقكم وعتادكم وارحلوا، فرحيلكم سيكون اعظم انتصار لكم، أو ابقوا فيها إن شئتم لتكون غزة مقبرة لكم.