أدعو الله أن تنجح الأصوات القليلة العاقلة في عواصم العالم «المتحضر» في إقناع «صقور» سلطات الاحتلال بالوقف الفوري للضرب الوحشي الذي يتعرض له إخوتنا في فلسطين، وأتمنى أن «ينفذ» مجلس الأمن قراراً واحداً لإيقاف شهوة القتل والتدمير وسفك دماء الأطفال والعجائز والنساء التي تسيطر على الكيان الصهيوني المحتل، والتي تزداد أمام مسمع وبصر العالم كله دونما تحرك دولي «مقنع» لإيقافها وكبح جماح المذابح غير المسبوقة.
أقول ذلك داعياً ومتمنياً السلامة والنجاة لأهلنا في غزة وفلسطين، وأن يرحم الله شهداءهم ويشفي مصابيهم ويفك قيد مسجونيهم،.. أقول ذلك وعيني على مصر المحروسة التي انخرطت فورا في محاولات «دبلوماسية» لوقف الاعتداء على المدنيين وأخرى «إنسانية» لكسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية عبر معبر «رفح»، ولكن يدور في ذهني سؤال: هل نحن مستعدون للسيناريو الأكثر سوءاً؟.. وخصوصا أن سلطات الاحتلال لم تتوقف يوماً عن ترديد أن الحل هو في التهجير القسري لأهل غزة إلى الجنوب، ودفعهم قسراً.. وقهراً إلى اللجوء إلى سيناء، وبالطبع تكرار الأمر مع سكان «الضفة الغربية» ودفعهم إلى اللجوء للمملكة الأردنية، لتحقيق حلم «الدولة اليهودية ذات العنصر النقي الديني الواحد»، والغريب أن تل أبيب نجحت في دفع بعض قادة وزعماء الدول «الغربية» الى تبني الفكرة.. بل والمساهمة في تكلفتها، بالرغم من الموقف المصري «الفولاذي» الرسمي والشعبي الرافض للتهجير القسري رفضاً قاطعاً، والموقف العربي المؤيد للقاهرة، ودعوة بعض القوى العالمية إلى ضرورة اللجوء إلى «حل الدولتين».
حقيقة كلما «تكرر» شرح القيادة السياسية المصرية لمبررات رفض القاهرة القاطع لتهجير الفلسطينيين قسراً أمام وفد غربي رفيع تزداد مخاوفي، فمعنى ذلك أن هناك مَن لا يزال يطرح «المخطط الوهمي المرفوض» على القيادة المصرية ظاناً أنه سيلقى رداً مختلفاً!!.. وكان آخر «تكرار» لرفض مصر القاطع للمخطط الذي يهدف إلى تدمير وإنهاء القضية الفلسطينية ما حدث بالأمس عندما شدد الرئيس السيسي على موقف مصر المبدئي لرئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي «أورسولا فون ديرلاين» ووفد مسؤولي المفوضية!!
الكيان الصهيوني لا يلتفت إذن إلى الاستماع لأصوات العقل وضرورة إيقاف اطلاق النار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وهو الذي لا ينفذها منذ إنشائه.. ولا يفكر في إحلال السلام، ولا في احترام «الإجماع» على أن حل الدولتين هو طريق الحق..
ففيمَ يفكر «حكماء صهيون الجدد»؟.. وهل نحن في مصر والعالم العربي مستعدون للتصدي لسيناريوهات تنفيذ «بروتوكولاتهم» الشيطانية؟
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
https://linktr.ee/hossamfathy