قررت المعلمة في المدرسة أن يلعب التلاميذ لعبة غريبة لمدة أسبوع واحد فقط، فطلبت من كل تلميذ أن يحضر معه كيسا فيه حبات من البطاطا المقشرة بعدد الأشخاص الذين يكرههم، وأن يكتب على كل حبة بطاطا اسم الشخص الذي يكرهه.
في اليوم المحدد أحضر كل تلميذ كيسا فيه بطاطا بعدد أسماء الأشخاص الذين يكرههم، فمنهم من أحضر حبتين ومنهم من حمل 3 حبات أو 5.
ثم أخبرتهم المعلمة بشروط اللعبة، وهي أن يحمل كل تلميذ كيس البطاطا الذي معه أينما ذهب لمدة أسبوع واحد فقط، بعد مرور بضعة أيام أحس التلاميذ برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطا، فكان عليهم تحمل الرائحة وثقل الكيس معا!
طبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر كانت الرائحة أسوأ والكيس أثقل. بعد مرور أسبوع فرح التلاميذ لانتهاء اللعبة لكثرة ما أزعجتهم. عندها سألتهم المعلمة عن إحساسهم في أثناء حمل كيس البطاطا الثقيل ذي الرائحة الكريهة. بعد ذلك بدأت المعلمة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة.
فقالت: هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك، فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت، فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع، فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طوال عمركم؟!
الكراهية التي يحملها الإنسان في قلبه ستكون وبالا عليه وعلى صحته، وسوف يعاني من مشاكل جسدية مثل: (الصداع، آلام الظهر، آلام الرقبة، آلام المعدة، القرحة، الاكتئاب، قلة الطاقة، القلق، التوتر، الانفعال، الأرق، الخوف، التعاسة، الهمّ، قلة النوم).
هذه بعض أعراض الكراهية التي نحملها في قلوبنا طوال السنين للآخرين. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك علاج لها؟ نعم يوجد علاج سحري وسريع المفعول، وهذا العلاج هو العفو والتسامح فهو الذي يجعل كل هذه الأعراض تختفي.
عزيزي القارئ اسأل روحك، اسأل قلبك، كم بطاطا فيه؟ ومتى تتخلص منها لتنعم براحة البال والسعادة وصلاح الجسد، ويصير قلبك «مخموما»؟