قال تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) (الشعراء 88 - 89).
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر».
في هذا الحديث النبوي الشريف يتضح مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بسلامة الصدر، فهو ينهى ويُحذر من أن ينقل إليه ما يوغر صدره ويغير قلبه تجاه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرني بموقفين حصلا معي أثناء عملي معلما في وزارة التربية سابقا.
٭ الموقف الأول:
علِمنا في عام 1999 / 2000م بنقل مدير مساعد من الصليبخات إلى مدرستنا في الخالدية، فتحرى بعض المعلمين عن المدير المساعد الجديد، فعلموا أنه عصبي، شديد المراس، وصعب التعامل والتفاهم معه، فأجمعوا على مقاطعته وعدم التعاون معه عندما يأتي إلى مدرستنا، رفضت الاشتراك معهم في المقاطعة، وكانت النتيجة قطع علاقتهم معي!
٭ الموقف الثاني:
حصل في عام 2002 / 2003م عندما جاءني مدير مدرسة منقول من الفيحاء إلى الخالدية، كلفني المدير الجديد بأن أتسلم رئاسة الكنترول في المدرسة، وافقت على طلبه، لكن اتضح لي مع مرور الأيام أن بعض أعضاء الكنترول يذهبون إلى المدير من ورائي ويخبرونه عما يحصل في الكنترول من تقصير أو خطأ، وللأسف المدير يسمع لهم ولا يُخبرني بذلك، قدمت اعتذاري للمدير عن رئاسة الكنترول المدرسي، فأصر على معرفة السبب، لكنني لم أخبره بالسبب.. ومن يومها «حطني براسه» فصار يحاسبني على كل شيء حتى الصغائر!
مع مرور الأيام حدث خلاف بيني وبينه، فطلبت على اثره النقل إلى قرطبة فتم لي ذلك.
العجيب في الموضوع أن مديري السابق في الخالدية اتصل هاتفيا بمديري في قرطبة وزوده بتقرير شفوي سيئ عني لكي يوغر صدره ويُغير من نظرته لي!
نصيحة من القلب إلى كل معلم ومعلمة الالتزام بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته لكم آنفا، وعدم التحدث في سيرة الناس بالسوء حتى ولو اختلفنا معهم في الرأي، وأن نكون من أصحاب الصدور السليمة التي أخبرنا عنها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، فهل من مدكر؟
٭ اقرأ واتعظ:
يقول الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: «لا ينفع القلب، إلا ما خرج من القلب».