انطلقت أعمال مجلس التعاون الخليجي على طريق توحيد المسار والرؤية في التحديات الإقليمية التي تواجه دولنا الخليجية والقضايا العربية المصيرية المستحقة، ومنها القضية الفلسطينية، وبعد القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض الشهر الماضي كانت أبرز التوصيات وقف إطلاق النار في غزة وتفعيل هدنة إنسانية عاجلة.
مع افتتاح أعمال القمة الخليجية في الدوحة الثلاثاء، تابعت الحدث الخليجي الأبرز سياسيا وإعلاميا، وذلك لمعرفة التوصيات الختامية للدورة الرابعة والأربعين من تاريخ انعقاد مجلس التعاون الخليجي، والتي تعقد في ظروف صعبة أمام مشهد الحرب المستمرة على غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت عنوان الإبادة والتهجير القسري، إلى أن جاءت التوصيات بالدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية على الغزاويين الأبرياء العزل، إذ ان ما يقارب 17 ألف شهيد سقطوا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
إذا ما تساءلنا «هل للدور الخليجي تأثير سياسي على الحرب على غزة؟»، نجد أنه الدور الأكبر وذلك للجهود التي تبذلها دولة قطر ودول الخليج التي تشجب وتستنكر من على منابر الديبلوماسية العالمية وفي أروقة مجلس الأمن انتهاك القانون الدولي في غزة. لقد استطاعت دولة قطر أن تنتزع هدنة انسانية من العدو الإسرائيلي لمدة سبعة أيام الأسبوع الماضي، وما لبثت هذه الهدنة إلا وانتهت بخرق إسرائيلي، ليعود العدو لقطاع غزة ويرتكب الجرائم بقتل النساء والأطفال وتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من شمال القطاع الى منطقة رفح الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية.
وفي الحقيقة.. كان لا بد لي أن أتحدث عن الخلفية السياسية لجهود ومواقف دول مجلس التعاون ومنها الكويت وطني الذي ومنذ من السابع من أكتوبر يدعو لوقف الحرب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، لكن لا حياة لمن تنادي، ثم بالحضور التركي وما تضمنته كلمة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في القمة الخليجية بدعوة من أمير قطر، حيث حمل الرئيس التركي رئيس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة، وطالبه بوقف إطلاق النار.
وفي كلمة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، الذي رأس وفد الكويت إلى قمة الدوحة، أعاد ترسيخ رؤية وموقف الكويت إزاء التعاون مع الدول الخليجية الشقيقة وتحقيق المصالح المشتركة، وتثبيت موقف الكويت الداعي الى وقف العدوان على غزة والتهجير القسري التنديد بالإبادة الجماعية، ورحب بمد جسور التعاون الخليجي - التركي.
وكما كان مأمولا جاءت التوصيات الختامية على قلب واحد، وأبرزها المطالبة بوقف العدوان على غزة وفرض هدنة شاملة ودخول المساعدات، وكعادة دول مجلس التعاون الخليجي في الإغاثة والبناء فقد أعلنت القمة في بيانها عن بناء قطاع غزة بتكلفة تزيد على المليار والنصف المليار دولار.
نعم.. إنها القمة الخليجية - التركية، وجاءت على مستوى التحديات الإقليمية.
[email protected]