لم تكن مجريات طوفان الاقصى متوقعة لدى قتلة النساء والأطفال، ولم تستطع الأجهزة الأمنية والعسكرية أن تصد هذه الهجمة العنيفة على الكيان الصهيوني، ولم تفلح دبابات الميركافا العالية التقنية والتدريع أن تصمد أمام قذائف الياسين 105، ولم تستطع طائرات العدو أن تكسر عزيمة المقاتلين الأبطال وتجبرهم على الاستسلام.
أما الكيان الصهيوني نفسه فقد خسر الكثير من جنوده فالأرقام الحقيقية لقتلى العدو أكثر بكثير مما هو معلن والعملة الصهيونية فقدت الكثير من قيمتها والمدارس والمحلات مغلقة منذ 7 أكتوبر، والهجرة العكسية إزدادت، والوضع يتجه داخل الحكومة الكيان من السيئ الى الأسوأ وخاصة في موضوع الأسرى والخسائر المادية والمعنوية التي تكبدها العدو جراء الحرب مع غزة.
اما نتنياهو فقد اصبح يشتكي علنا من انشقاقات فريقه كما انه استنفذ مخزونه من الكذب على شعبه وعلى الاعلام العالمي الساخط عليه وعلى جيشه وأيضا على حلفائه الذين ضاقوا ذرعا من كذبه المتواصل معهم.
كما أن العالم بجميع أجناسه ودياناته كره الصهاينة القاسين على الانسانية وهناك من تعاطف مع الزعيم النازي ادولف هتلر لموقفه من اجداد الكيان الصهيوني المحتل بعد ان اكتشف خياناتهم ومكرهم للشعب الألماني، وأما اليوم وبسبب جرائم هذا الكيان التي ارتكبها ضد المدنيين العزل وخاصة قتله للنساء والاطفال في غزه لم يبق من مؤيدي هذا الكيان الا القليل، ومن غرائب الصدف ان من يقولون إنهم ابناء ضحايا الهولوكوست الألماني قاموا بصناعة هولوكوست فلسطيني جديد بعد أن اخذوا من ألمانيا تعويضات أجدادهم الذين قالوا إنهم ضحايا هولوكوست ألمانيا.
وإذا أراد الكيان المحتل والمختل إنسانيا أن يفقد الكثير من جنوده فعليه ان يواصل التوغل في غزه ليواجه جنوده قذائف الياسين التي ستنطلق نحو آليات جيشه من كل مكان، والحقيقة العسكرية تفيد بأن حرب المدن من اصعب انواع الحروب وأشدها خطرا على القوات البرية المهاجمة.
ومما لا شك فيه ان المعنويات القتالية لجيش الاحتلال وصلت الى مستوى متدن جدا، فالمكان غير مناسب للقتال بالدبابات والارض ليست ارضهم وجنوده لا يقاتلون بعقيدة وبالمقابل يجدون ان مقاومي غزة يقاتلون بعقيدة الجهاد الاسلامي التي ترتكز على امرين لا ثالث لهما، وهما إما النصر او الشهادة، أما الروح المعنوية للمقاومين في غزة فهي عالية جدا لأنها تعتمد على الدفاع عن وطنهم، وبالرغم من الدمار الذي لحق بغزه نجدهم يتطلعون نحو تحرير جميع اراضي فلسطين الحبيبة.
إنهم جند عسقلان الذين اخبر عنهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومدحهم في حديثه وهم منصورون بإذن الله، فالحق معهم والله معهم ولا غالب الا الله وسنرى قريبا ان شاء الله أمر الله بهم.
أخيرا، في معركة الاحزاب لما اشتد الحصار على المسلمين في المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بدون أكل ولا شرب وأنهكهم التعب... قام الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الليل ودعا عليهم، ونحن ندعو بما دعا به رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وسريع الحساب، وهازم الاحزاب، اللهم زلزل الأرض من تحت اقدام اليهود المغتصبين ياعزيز ياكريم، اللهم عليك باليهود ومن هاودهم، ومن ناصرهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم ارسل عليهم جندا من عندك من فوقهم ومن تحتهم وعن أيمانهم وشمائلهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر.