صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد قام برفع علم البلاد إيذانا ببدء احتفالات البلاد بالعيد الوطني وعيد التحرير.. وللعلم أسماء منها البيرق، وكنا ونحن صغار نغني عندما تعبر السيارة اللوري بوابة السور إلى الشامية ونردد «طلعنا من باب السور.. بيرقنا بيرق منصور»، وكنا نلعب ونحن صغار في ساحة البنديرة ضمن قصر السيف، وكنا أيضا نسمي العلم البنديرة، ويسمى لغويا «الراية»، وكانت تغنى براية بلادي.
ومشاركة من محافظي البلاد فقد قاموا أيضا بدورهم برفع علم البلاد في مواقع محافظاتهم، وذلك للمشاركة في احتفالات الكويت بالعيد الوطني الذي يرتبط باستقلال الكويت وعيد التحرير من الغاصب المحتل.
وعلم الكويت القديم كان باللون الأحمر، وكانت تخط على جانبه عبارة «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، حتى أعلن أمير الكويت الراحـــل الشيـــخ عــبدالله السالم، رحمه الله، الذي ألغى اتفاقية الحـــماية البريطانية، استقلال دولة الكويت ذات الســـيادة، وتـــماشيا مع الاستقلال استبدل العلم القديم بالعلم الحالي ذي الألوان الأربعة الأخضر والأبيض والأحمر والأسود، واختار أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم ألوان علم الاستقلال تماشيا مع شعر للشاعر صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا.. سود وقائعنا.. خضر مرابعنا.. حمر مواضينا.
كان أن رفع الكويتيون النواخذة (البحارة) علم الكويت القديم ذا اللون الأحمر في أسفارهم، وكثيرا ونحن صغار كنا نرفع العلم الأحمر وكنا نحييه في طوابير الصباح وعند إقامة معسكرات الكشافة.
فقد تنقل البحارة الأوائل في سفنهم في أسفارهم إلى الهند وشرق أفريقيا وظل هذا العلم يرفع على كل السفن الكويتية لتؤكد أن لأهل الكويت الدور في تطوير بناء الكويت ووضع الأساسيات الأولية.. ثم أصبح العلم الجديد راية الكويت في المحافل الدولية وكان أن قام الشيخ أمير الكويت الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، عندما كان وزيرا للخارجية، برفع علم الكويت إلى جانب أعلام الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. وتحت الراية الجديدة قامت دولة الكويت بإنشاء العديد من المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لتعلن عن قيام دولة حديثة لتسهم مع دول العالم في بناء وتطوير المجتمع الدولي.
وقد ردد شادي الخليج أنشودة خاصة بالعلم مطلعها:
علم الكويت سلمت خفاق البنودي
وسموت كالطود الأشم على حدودي
بك نفحة من عطر ماضينا التليدي
بك ومضة من عهد طارق والوليدي
وللمطرب الكبير سعود الراشد أغنية جميلة تقول كلماتها:
رفرف يا علم بلادي
فوق السهل والوادي
ونحن إذ نحتفل بأعيادنا الوطنية وأعياد تحرير بلادنا فإننا يتوجب علينا أن نحيي الرجال الذين أقاموا الأساسيات الأولية في بناء الكويت الحديثة.
كذلك لابد أن نحيي رجال التحرير وعلى رأسهم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، الذي قاد معركة التحرير. فتحية إكبار لهؤلاء الرجال الذين على أكتافهم تم بناء دولة الكويت الحديثة.
من أقوال المغفور له بإذن الله تعالي سمو الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه: «المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء».
والله الموفق.