قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي الجمعة شمال مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، بينما نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة المغراقة وسط القطاع، كما استهدف فرق تأمين المساعدات الإنسانية.
وأفادت قناة «الجزيرة» باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مبنى تابع للصليب الأحمر يؤوي نازحين بشارع الوحدة وسط مدينة غزة، كما استشهد 8 فلسطينيين من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانوا يستقلونها قرب مفترق المالية في حي تل الهوى.
في هذه الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل ما يقرب من 400 شهيد من مقابر جماعية بمجمع ناصر الطبي بخان يونس، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التعرف على أكثر من نصفها.
وأشار متحدث باسم الدفاع المدني في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى وجود اعتقاد بدفن الاحتلال نحو 20 فلسطينيا وهم أحياء.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع في 24 ساعة راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصابا، مما رفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا و77 ألفا و368 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
في سياق متصل، أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقا بين أن 6 مجموعات إغاثية دولية تعرضت عملياتها أو ملاجئها للنيران الإسرائيلية على الرغم من استخدام نظام منع الاشتباك التابع للجيش الإسرائيلي لإخطار الجيش بمواقعها وتجنب أي استهداف عسكري لها.
وأوضحت الصحيفة في تحقيقها أن المنظمات الإنسانية التي استهدفت لديها خط مباشر مع الجيش الإسرائيلي، وهي تأتي من دول غربية، بعضها من أقوى حلفاء إسرائيل.
وأشارت إلى أن بعض المواقع التي قصفت تحمل علامات واضحة على هويتها الإنسانية، أو أنها تقع في منطقة مصنفة على أنها «إنسانية خاصة» قالت إسرائيل إنها آمنة للمدنيين.
ومع مضي أكثر من 200 يوم على الحرب بقطاع غزة، ما زال النازحون الفلسطينيون يعانون ويلاتها، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34356 غالبيتهم من المدنيين.
في غضون ذلك، ووسط الغضب العارم الذي يعم العديد من الجامعات الأميركية من سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إسرائيل وتعاملها مع الحرب في قطاع غزة، وعلى الرغم من انتقاد بعض مسؤوليه سابقا لتصرفات 3 وحدات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، على رأسها وحدة «نتساح يهودا»، إلا أن بايدن لن يفرض أي عقوبات.
ووفق قناة «العربية نت» كشفت رسالة بعثها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وفق ما أفادت شبكة ABC News الجمعة.
فقد بينت تلك الرسالة غير المؤرخة أن تقييم الإدارة الأميركية توصل بالفعل إلى أن ثلاث كتائب عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي و2 مدنية ارتكبت «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان» ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل تفجر الحرب حتى في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، لكنها ستظل مؤهلة للحصول على المساعدات العسكرية الأميركية بغض النظر عن الخطوات التي زعمت إسرائيل أنها ستتخذها لمعالجة المشكلة والتحقيق في الموضوع.
فيما أوضح شخص مطلع على تلك المسألة أن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما اتفاقية خاصة تفرض على واشنطن التشاور مع تل أبيب قبل اتخاذ أي قرارات عقابية بحق قوات إسرائيلية.
بدورها، ذكرت مصادر أميركية مطلعة أن وزارة الخارجية تعتزم تعليق فرض عقوبات على كتيبة «نتساح يهودا» بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الضفة، وتقوم بمراجعة القضية على ضوء المعلومات التي قدمتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، حسب ما نقل موقع «أكسيوس».
كما كشف مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن مكالمات عدة جرت خلال الأيام الأخيرة، بين محاميي الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، شاركت خلالها إسرائيل معلومات جديدة حول «نتساح يهودا».
إلى ذلك، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعاطي مع الانتقادات الموجهة لإسرائيل، وقال إن كل من ينتقد إسرائيل يتهم بأنه معاد للسامية، وأضاف «لكننا لن نرضخ لهذا النوع من التهديد».
وحث أردوغان على عدم إغفال مآسي الفلسطينيين في غزة، كما دعا لمحاسبة إسرائيل أمام القانون على جرائمها بحق الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، وفي ظل استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدة منظمات غير حكومية لوكالة «فرانس برس» عن مخاوف من «قمع» الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في أوروبا، إثر إلغاء فعاليات وملاحقات في حق مفكرين ونشطاء.
وقالت جوليا هال، الباحثة في «منظمة العفو الدولية»، إن «القوانين حول خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب تستغل لمهاجمة» الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.
وأشارت إلى أن أوروبا شهدت «سيلا من الإلغاءات وعمليات استهداف متظاهرين سلميين وأكاديميين وكل شخص هو في الأساس متضامن مع الحقوق الإنسانية للفلسطينيين أو ينتقد دولة إسرائيل».
وفي هذه الأجواء المحمومة، غالبا ما تتهم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين بالتساهل مع حماس وبمعاداة الصهيونية بشدة أو حتى بمعاداة السامية.
وساهمت زلات لوحظت خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين والالتباس الذي لطالما خيم على موقف اليسار الراديكالي الذي وصف هجمات حماس بفعل «مقاومة» في تغذية هذه الاتهامات.
والنقاش حاضر بقوة في الولايات المتحدة حيث أوقف مئات الطلاب في الأحرام الجامعية التي اعتصموا فيها للاحتجاج على الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل والكارثة الإنسانية في غزة، وذلك في خضم السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض.
وفي الاتحاد الأوروبي، اتخذت 12 دولة على الأقل «تدابير غير متكافئة، بما في ذلك حظر تظاهرات على أساس خطر ظاهر على الأمن العام والأمن»، وفق ما جاء في تقرير للمنتدى المدني الأوروبي (ECF) ومقره بروكسل.
ويعزى هذا «القمع للتضامن مع الفلسطينيين» إلى «الدعم الكبير» الذي توفره أوروبا لإسرائيل، بحسب أرتي نارسي من المنتدى المدني الأوروبي.