في ظل التطور التكنولوجي والتقني وانتشار الهواتف الذكية وغيرها، ازداد الأبناء على استخدام الألعاب الإلكترونية والتعلق بها بحجة أنها تسليهم وتجعلهم سعداء، ولكن في حقيقة الأمر هي تتصف بالخطورة في حالة الإفراط في استخدامها دون ضوابط محددة، فالكثير منها يحتوي على الحروب والصراعات والعنف، ما يترك أثرا نفسيا وسلوكا عدوانيا سيئا عند الأطفال والمراهقين، غير أنها تسبب حالة من الإدمان لهم، وبالتالي تؤثر بشكل سلبي على صحتهم النفسية وزيادة التوتر والقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى فقدان مهارة التواصل مع الآخرين والميل إلى الوحدة وضعف التركيز والانتباه، ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، كما تقوم الألعاب الإلكترونية بتعليم الأطفال ثقافة العنف والعقل، وقد سمعنا أن هناك جماعات إجرامية تستغل اندماج المراهقين في هذه الألعاب، وتقوم بتجنيدهم وإقناعهم بالانضمام لهم.
فيجب على الأسرة أن تهتم بكل ما يخص الأبناء من خلال معرفة التطبيقات التي يستخدمها على الهاتف المحمول والأنشطة التي يقوم بها، ولا بد من مشاركة الوالدين في اختيار الألعاب التي تتناسب مع أعمار الأبناء، بالإضافة إلى القيام بمراقبتهم، وذلك لتجنب أي خطر ناتج عن فضول الأبناء في هذه السن التي تدفعهم إلى اكتشاف كل ما هو غريب، حيث يمكن الانتقال بسهولة إلى أشياء أخرى لا تتناسب معهم.
كما أنه من الضروري توفير بدائل ممتعة للأطفال والمراهقين من خلال ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية أو الفردية، وذلك لتقليص أوقات الفراغ لديهم، حتى يكون اليوم لديهم ينقسم بين المدرسة وممارسة الرياضة بالإضافة الى أنه ينمي لديهم الشعور بالنجاح.
كما أنه من الضروري شرح الآباء لأبنائهم أن هذه الألعاب تضر بصحتهم النفسية والجسدية بدلا من منعهم من استخدامها دون ذكر الأسباب، بالإضافة إلى حث الأطفال على القراءة والاطلاع على كتب بسيطة في عرضها تتناسب مع المرحلة العمرية لهم، وتحفيزهم على النجاح من خلال إلقاء الضوء على شخصيات ناجحة من أقاربهم.
ولا ننكر أن بعض الألعاب الإلكترونية لها إيجابيات لا يمكن الإغفال عنها والتي تتمثل في مهارة اتباع التعليمات وحل المشاكل والتفكير واتخاذ القرارات بطريقة حاسمة، بالإضافة إلى قوة الملاحظة، ولكن من أجل الحصول على هذه الإيجابيات يشترط الاختيار الصحيح للألعاب قبل ممارسة الأطفال لها، نظرا لما لها من تأثير كبير عليهم، سواء بالسلب أو الإيجاب.