أكدت شخصيات سياسية وأكاديمية كويتية أمس أهمية الدور المحوري الذي تؤديه القمم الخليجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية والاضطرابات المتسارعة التي تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقالت هذه الشخصيات، في تصريحات متفرقة لـ «كونا»، إن مؤتمر القمة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدورته الـ 45 التي تستضيفها الكويت اليوم يعد فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة التحديات المشتركة لاسيما الاقتصادية والسياسية والأمنية إلى جانب تعزيز مكانة المجلس على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضحت أن القمة تأتي لتؤكد أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وتكريس التعاون في مواجهة المتغيرات التي تتطلب مواقف موحدة وسياسات مدروسة لضمان استدامة الأمن والتنمية في المنطقة.
وقال الأمين العام السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبدالله بشارة إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم اضطرابات خطيرة يصعب التكهن بمصيرها.
وأكد أن القيادة الحكيمة لدول مجلس التعاون على دراية ومتابعة دائمة للتطورات الإقليمية والدولية التي تفرض على دول المجلس اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة وتبني الديبلوماسية الفعالة.
وأضاف أنه بعد أكثر من 40 عاما على إنشاء مجلس التعاون مازال الإطار التعاوني القائم يحتاج إلى تعزيز وتطوير في جميع المسارات، لاسيما في الجوانب الدفاعية والأمنية والديبلوماسية والاقتصادية.
بدوره، قال استاذ الانثربولوجيا والاجتماع في جامعة الكويت والقائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية د.يعقوب الكندري إن الكويت دأبت على تحقيق التوازن عبر ديبلوماسيتها ووساطتها في الأزمات، مما يجعل هذه القمة تعقد في بلد لطالما كان منصة لتعزيز التعاون وتحقيق التضامن التوازن.
وذكر الكندري أن دول المجلس تواجه تحديات إقليمية ودولية تستوجب التنسيق المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واعتداء الاحتلال الاسرائيلي على غزة ولبنان، معربا عن الأمل في أن تركز توصيات القمة الخليجية على الوضع الاقتصادي لتحقيق المزيد من الإنجازات والحفاظ على الدور الريادي لدول مجلس التعاون.
ومن جانبه، شدد وزير الإعلام الأسبق سامي النصف على أهمية القمة في استكمال الإنجازات التي حققتها القمم السابقة، مبينا أن استمرار عقد القمم الخليجية حتى في أصعب الظروف يثبت جدية المجلس وحرصه على تعزيز التعاون بين دوله ما ينعكس إيجابا على حياة المواطن الخليجي.
وأكد النصف أن العمل الخليجي الموحد يمثل قيمة استراتيجية مكنت دول الخليج من الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة ما يعزز فخر الشعوب الخليجية بمسيرة التعاون، لافتا إلى أن استقرار العملات الخليجية واستمرار التعاون الاقتصادي يمثلان دليلا على قوة المجلس بما يمكن للدول العربية الأخرى الاستفادة من التجربة الخليجية الناجحة التي تعتمد على الحوار والتكامل المشترك.
وقال إن استمرار عقد القمم الخليجية منذ عام 1981 رغم التحديات يعكس أيضا إرادة قادة المجلس في تحقيق أهدافه، مضيفا أن الظروف الراهنة تجعل من هذه القمة فرصة لتأكيد أهمية الكتلة الخليجية في مواجهة التحديات الإقليمية وضعف التكتلات الأخرى.
من ناحيته، أعرب الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس عن تفاؤله بقدرة القمة على تحقيق تطلعات الشعوب الخليجية لاسيما في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، مشيدا بالخطوات الإيجابية التي شهدتها المنطقة مؤخرا على صعيد التنوع الاقتصادي والاجتماعي. وذكر أن القمة تمثل فرصة لتحقيق تطلعات الشعوب في مجالات متعددة بما في ذلك التعليم والصحة والاقتصاد والتنمية، مشددا على ضرورة الحفاظ على المواقف الثابتة لدعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح الخميس أن الكويت لطالما كانت عنصر توافق بين دول المجلس وهو ما يعكس رؤية سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد التي أسست لهذه المنظومة، مضيفا أن استضافة الكويت للقمة تعكس حرصها المستمر على دعم العمل الخليجي المشترك رغم التحديات التي واجهت المجلس عبر العقود الماضية.