بيروت: تناول رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في لقاء إعلامي «ما يحول دون تأليف حكومة العهد الأولى»، مستهلا كلامه ـ بعد اجتماع المجلس السياسي لـ «التيار» ـ بالقول إنه يدلي بموقفه «من باب الإيجابية ومن حرصنا على تأليف الحكومة ونجاح العهد.. أتكلم كي لا يفسر سكوتنا بالموافقة على ما يحصل. وقد قدمنا تسهيلات ولا نقبل بتجاوزات أو عثرات».
وعرض خمس نقاط تحول دون ولادة الحكومة، أولاها طبيعة الحكومة، وهي غير عادية وأمامها تحديات، وتتطلب للغاية أن تكون حكومة سياسية، كذلك تواجه الحكومة المنتظرة تطبيق القرار الأممي 1701 وتأمين انسحاب إسرائيل التي تحتل قرى وبلدات حدودية في الجنوب، إلى التعاطي مع سورية الجديدة ومناقشة مسائل حساسة وعالقة أبرزها العودة السريعة للنازحين، وصولا إلى تسوية علاقات لبنان مع المجتمعين العربي والدولي بتحييد لبنان عن الصراعات، وآخر الأمور تحقيق إصلاح إداري ومالي وسياسي.
وانتقل باسيل إلى النقطة الثانية التي تواجه الحكومة، وهي إجراء الانتخابات البلدية بعد أشهر قليلة والنيابية السنة المقبلة. وقال: على الحكومة الحصول على ثقة المجلس النيابي والتعاون البناء معه، وأن تحظى بدعم الكتل النيابية الكبرى، وليس تلك التي تتشكل غب الطلب.
ورأى أن الحكومة ليست مركز دراسات لتضم باحثين وأكاديميين، وهذا لا يعني تغييب أصحاب الاختصاص، لكن مع تمتعهم بالخبرة السياسية، وتناول ما اعتبره «تجربة غير مشجعة مع التكنوقراط في الحكومتين الأخيرتين».
وانتقل بعدها إلى موضوع توزير الحزبيين، فقال «الحزبي ليس ميليشويا، بل هو شخص ملتزم بحزب وتطبيق نظام، وهذه فضيلة وليست تهمة».
وتطرق إلى وحدة المعايير، فكشف عن «أننا قدمنا كل التسهيلات للتأليف، لكن لسنا في وارد التنكر لذاتنا وتهميش حضورنا وما نمثل، وطالبنا بوحدة المعايير، لكننا رأينا مخالفات كثيرة ولن نرضى بها، وفي ضوئها لن تتألف حكومة». وعرض للمعايير غير الموحدة، وفي طليعتها تكريس حقيبة المال للطائفة الشيعية، وطالب بتثبيت حصص الطوائف الكبرى في هذه الحكومة، وكرر الحديث عن أن «التيار هو الكتلة النيابية الأكبر بحصوله على 21 مقعدا في مجلس النواب بعد انتخابات 2022، وخروج أحد من كتلتنا لا يعني تصغير حجمنا وصفتنا التمثيلية». وقال في موقف شديد الوضوح «نحن مع مراعاة الطائفة الشيعية الكريمة، لكن من دون إعلائها على الآخرين بمنحها مكتسبات محجوبة عنهم».
وعرض للثلث المعطل الذي يخشى البعض حصوله في الحكومة جراء تحالف محتمل بين وزراء «التيار» ووزراء «الثنائي»، فقال «لسنا حلفاء للثنائي لنعمل معه على تطيير الحكومة. ونريد النجاح للعهد وللحكومة ونرفض إسقاط الحكومة».