بعد تعيين د.جاسم التمار مديرا لهيئة المعاقين أثير الكثير من الأقاويل المقبولة وغير المقبولة بين مستنكر ورافض وحاسد لهذا الأمر، فيرى من هاجم الحكومة من النواب والكتاب لتعيين التمار هو ترضية لزوجته النائبة التي كانت ومازالت صوت الحكومة في البرلمان وللأمانة الأدبية فالنائبة الجسار مدافع متفوق بدرجة جيد جدا مع مرتبة الشرف عن الحكومة فهي برأيي الصوت الحكومي السابع عشر داخل قاعة عبدالله السالم، ولكن المثير في الأمر ان من أنكر على الحكومة فعلتها هذه كأنه مستغرب ومتعجب كيف يتم اختيار شخص محسوب على نائب ليكون مسؤولا؟!
في الحقيقة ان واقع الحال في الكويت والمشهد السياسي فيها يدل على ان ديدن الحكومة على اختيار المسؤولين في الدولة من رئيس قسم في وزارة الشؤون وحتى نائب رئيس مجلس الوزراء قائم على المحاباة والمحسوبية وعلى أساس الانتماء الحزبي والقبلي والمذهبي والمناطقي، فكل النواب ولا أستثني منهم أحدا لابد من انهم توسطوا لقريب أو حبيب أو مناصر لتقلد منصب ما في أحد أجهزة الدولة، والمشكلة ان النواب الذين أنكروا على الحكومة تعيين زوج النائبة مديرا بدرجة وكيل هم أنفسهم وبشكل يومي يسعون للتوسط لمحسوبين عليهم في أجهزة الدولة.
أما عن سبب هذه الهجمة لجمع من الكتاب والصحف على التمار والجسار ذلك لأن الأخيرين ليسا محسوبين على حزب مدافع ولا تيار مناصر يقوم بالذود عنهما ويدحر من ينكل بهما فكلاهما أفنى عمره في تحصيل العلم والعمل وابتعد عن تسييس السياسة، واني والله لأتمنى من كل قلبي أن يستمر اختيار الحكومة للقياديين في الدولة على غرار اختيارهم لشخصية التمار الأكاديمي والأستاذ الجامعي والمؤلف للكتب التخصصية في مجال ما عين فيه، فصحيح لو لم يكن التمار زوجا للنائبة لما عين مديرا للمعاقين ولكن كذلك صحيح لو لم يكن بدر الشريعان عازميا لما اختير وزيرا للكهرباء وإن اعتبره البعض من الكفاءات في مجاله، وكذلك لو لم يكن فاضل صفر شيعيا لما صار وزيرا رغم كونه من أفضل من عين وزيرا للبلدية والحبل على الجرار على جميع المسؤولين في الدولة فلا نتشدق بمثالية لا نعيشها ولا ندعي أمرا ليس فينا ولا بحكومتنا، فلماذا تنكرون إذن تعيين التمار الكفاءة ليكون مديرا للمعاقين؟
أما عن مسألة إعلان لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في البرلمان أن تعيين التمار مخالف للقانون بزعم كونه ليس مختصا في شؤون المعاقين فهذا يدل على ان اللجنة تائهة وفاقدة الوجهة والطريق ومكوية على رأسها مع احترامي لأعضائها، فالتمار معلم الرياضيات والمختص في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة لمادة الرياضيات والذي له المؤلفات المطبوعة والمنشورة التي تدرس في جامعة الكويت وتدرس للمعاقين أنفسهم في أكثر من مرحلة دراسية بل إن مؤسسات أكاديمية خارج الكويت استفادت من مؤلفات للتمار لفهم الطرق الناجعة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لمادة يصعب أن يفهمها الأصحاء قبل المعاقين فهو اذن من ذوي الدراية والعلم والاختصاص بالمعاقين، فإن كان تعيين التمار المتخصص مخالفا للقانون برأي اللجنة لتولي هذا المنصب فمن تراه برأيهم ليس مخالفا للقانون؟ هل هو قريب لرئيس اللجنة أم صديق لمقررها؟
وبالرغم من اني لا أعرف التمار ولم أقابله في حياتي وأنا من أشد منتقدي الأداء النيابي للدكتورة الجسار زوجته، الا ان الإفراط في الهجوم على شخص التمار والهمز واللمز على نزاهة الجسار دعاني ليكون لي وقفة حق ولأقول رأيا محايدا أبين فيه أن أمر المحسوبية في اختيار المسؤولين بالحكومة هو كالليل والنهار حقيقة لا يمكن حجبها، لذلك يجب أن نقبل من حكومتنا الرشيدة وبكل رضا إذا عينت قياديا من الكفاءات المشهود لها رغم كون اختياره ليس بسبب كفاءته بل لأسباب سياسية وترضيات نيابية نعلمها جميعا كاختيار التمار المتخصص في شؤون المعاقين ليكون مديرا لهيئة المعاقين، فبرأيي يجب أن نكون ممتنين وشاكرين للحكومة التي لها تاريخ سيئ في اختيار أسوأ القياديين وتعيينهم في قطاعات هامة في البلاد ليكون وبالا على العباد.
[email protected]