الملابس والجعة التركيتان هما السلعتان الأعلى مبيعا في شوارع أربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق. وفي أقصى جنوب البلاد تجوب سيارات إيرانية الصنع شوارع البصرة ويتدفق الزوار الإيرانيون على العتبات الشيعية في العراق. وقال ديبلوماسيون وسياسيون إن أنقرة السنية وطهران الشيعية وهما خصمان قديمان تحولا إلى الصداقة تتسابقان على النفوذ الاقتصادي بعد الحرب في العراق المجاور للاستفادة من ازدهار نفطي متوقع وتستعرضان قوتيهما في محادثات تشكيل الحكومة في بغداد. وتريد تركيا التي تعد بالفعل واحدة من شركاء العراق التجاريين الرئيسيين موطئ قدم أكبر في جارتها الجنوبية من خلال زيادة الاستثمار لمواجهة نفوذ إيران المتنامي ولتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وسياسية إقليمية.
والشركات التركية هي من كبار المستثمرين في الفنادق والعقارات والصناعة والطاقة في الإقليم الكردي المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق وعلى نحو متزايد في الجنوب الشيعي حيث النفوذ الإيراني بلا منازع تقريبا. قال يوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «من الواضح أنهما تتنافسان لاسيما من حيث سعي تركيا لكبح النفوذ الإيراني.
واضطلعت إيران بلا شك بدور كبير في العراق منذ عام 2003 وبدأت تركيا تشق طريق عودتها اعتبارا من عام 2007 تقريبا «كل منهما يسعى لموازنة الطرف الآخر». وحولت أنقرة اهتمامها للشرق الأوسط ولدورها الصاعد كوسيط محايد وقوة اقتصادية بعد أن أمضت سنوات تركز ديبلوماسيتها على أوروبا. وضغطت من أجل تشكيل حكومة عراقية شاملة لا تستبعد السنة. وقال سياسيون إن طهران وهي قوة شيعية إقليمية ضمنت للأغلبية الشيعية في العراق إحكام قبضتهم على السلطة بدعم الاندماج بين الكتل الشيعية الرئيسية في البلاد وبضمان حصول رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي على فترة ولاية ثانية.