سعاد الطراروة
في الوقت الذي يتحدث ويفكر ويحاور المفكرون عن عصر وفكر ما بعد الحداثة وفي ظل انتشار الثقافات العالمية والحديث عن تقارب الحضارات والفكر وانتشارها في وسائل الاعلام، وفي ظل وجود نساء مسلمات وفي دول اسلامية غيرن شكل التاريخ سواء في بلادهن أو على مستوى العالم، كما فعلت بينظير بوتو.
في ظل كل هذه الاحداث وانتقال قضايا المرأة الى تطور جديد حيث تسعى وسعى معها العالم المتحضر لتحقيق عدالة وحرية اكثر في مجتمعاتها الا انها تواجه قهرا اجتماعيا وسياسيا متطرفا، يُنظر اليها كجسد متجرد ويطالبونها تارة بالامتناع عن مخالطة الرجال وعدم الخروج من المنزل الا في اوقات الانتخابات للادلاء بصوتها ليتمكنوا من الوصول الى البرلمان، فتيار يجذبها لتتعرى وتعرض جسدها في الفضائيات، وهذا نرفضه جملة وتفصيلا، ونرفض ايضا التيار الذي ينظر لها كجسد فيطالبها بتغطية جسدها فهو يثير الفتنة تارة بإطالة ملابسها وتارة بتغطية شعرها، ولم يطالبوها بتغطية عينيها، فالعين تعشق قبل بقية الاعضاء، فهل ستطالبونها بأن تغطي عينيها؟
هل القضية قضية جسد أم انسان؟ اعتقد ان القضية هي رغبة البعض في عبودية المرأة بدعوى انها صحوة، ولكنها ردة اسلامية، فالاسلام منكم براء فلم يتم اعلاء مكانة المرأة ولم يرتفع شأنها الا بمجيء رسول الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام ولنا فيه قدوة حسنة ومثل أعلى.
كفى ايها السادة تجريحا لديننا الحنيف فكيف تأتمنون هذه المرأة على ابنائكم وأموالكم واعراضكم وبيوتكم وفي الوقت نفسه تقهرونها وتتجاهلونها وتهينونها!