يبدو أن الأغلبية من مواطني مصر قلقون وغير راضين لما آلت اليه نتائج ثورة 25 يناير، فالقلق تشاهده على كل الوجوه، ما عدا وجوه هؤلاء الذين ضحكت لهم نتائج الثورة وحصدوا غنائمها بكل سهولة بسبب استعجال الديموقراطية في مصر، رغم انهم لم يكن لهم أي نشاط حقيقي وفعال قبل وأثناء الثورة التي أدت الى سقوط النظام السابق.
قد يقول ويردد البعض انه لم تمر فترة كافية للحكم على ما آلت أو ستؤول اليه الأمور في مصر، وبالتالي فإن هذا القلق لا داعي له، ولكل هؤلاء نقول ان «الكتاب يظهر من عنوانه» وان نوايا وأهداف البعض للانفراد بحكم مصر لا تحتاج الى تفسير والى دليل.
ما تحتاجه مصر في هذه الفترة الحرجة والعصيبة والمقلقة والشديدة الخطورة والحساسية هو شخص مخلص يؤمن أشد الإيمان بالديموقراطية الحقيقية وليس ديموقراطية الاقصاء، ويقف على مسافة واحدة من الجميع حتى يصل بمصر للاستقرار وبر الأمان، فالمرحلة بالغة الحساسية وكان الله في عون المصريين على أصحاب الأجندات الخفية أو الضيقة وأجندات «الغاية تبرر الوسيلة»، فقوة مصر في تنوعها، وأي إقصاء لأي مكون من مكوناتها هو عودة للاستبداد وللانفراد بالسلطة حتى وان كان عن طريق انتخابات، فكم من الديكتاتوريين والأنظمة الديكتاتورية وصلت للحكم عن طريق الانتخابات ثم دمرت بلادها تدميرا لا مثيل له.
حقيقة الواقع هذه الأيام تقول ان الشارع المصري ـ غير المتأدلج ـ قلق ومحتار ومتلخبط ويبدو انه فقد الثقة بكل من يعملون بالشأن السياسي في مصر، بل يبدو ان الملايين التي خرجت دعما للثورة وقدمت الضحايا لتتخلص من استبداد وظلم وبؤس نظام أهمل المصريين طويلا ـ في طريقها ـ لأن تكون تحت رحمة نظام استبدادي جديد لن يختلف كثيرا عن النظام السابق حتى وان جاء عن طريق الديموقراطية وحتى ان تغيرت الأسماء والأشكال فليس من المعقول ان يبقى الوضع المعيشي والسياسي في مصر بعد الثورة مشابهة لما قبل الثورة وإلا لما ثار الناس وقدموا الضحايا في سبيل التغيير.
وصدق من قال ان الثورات ضد المستبدين يدعو لها الأبطال ويمشي فيها المتحمسون ويجني في الغالب فوائدها الجبناء!
[email protected]