لا يتمنى محب واحد لهذا الوطن الطيب كل تلك الازمات المفتعلة المتكررة، وكل هذا التهييج والتشنج الذي لا ينتهي والذي لا اسباب حقيقية له، والذي اصبح حرفة ومهنة مجزية هذه الايام احترفها المعتاشون عليها من كل ملة وحزب وتكتل ولون تحت مسمى خادع وكاذب لكنه جميل وهو محاربة الفساد والسعي للاصلاح، وفات هؤلاء المعتاشون انهم انفسهم هم اول من يجب اصلاحه واجتثاث فساده، ان كانت لديهم ذرة واحدة من الصدق وفي وجوههم نقطة حياء واحدة، وتسير في عروقهم وفي دمائهم جينة واحدة من الحب والولاء والاخلاص لهذا الوطن.
البلد اصبح في حاجة ماسة وضرورية للهدوء وللاستقرار، فالأحداث الفوضوية ازعجت واقلقت واربكت المواطنين، وهذا الارباك والقلق اصبح ينعكس بصورة تلقائية على حديث وتصرفات الناس، وهذا شيء طبيعي، فالقلق يمنع الانسان من رجاحة التفكير، ويجعله يتصرف تصرفات غير محمودة يصبح فيها المجتمع هو الخاسر الاكبر ويصبح بها الوطن هو الخاسر الوحيد، فمفتعلو الازمات كأنهم يحرضون المواطن على ان يفكر خطأ ويقرر خطأ، ومن ثم يصبح كل شيء في البلد يسير خطأ في خطأ، ومن ثم الى الخراب الكبير الشامل، وهذا ما يبدو انه الهدف الرئيسي لهؤلاء الفوضويين ـ بأنواعهم ـ والذين يبدو ان مخططاتهم الخبيثة الخفية التي لم تعد خافية على احد في الكويت ستبدأ بصورة جدية وفورية عندما نصل الى مرحلة كل شيء خطأ في خطأ، ليصبح بعدها الانقضاض اسهل على البلد، ونسأل الله الا يجعلنا نرى هذا اليوم الاسود المشؤوم وندعو الله ان يكون ما نكتبه خطأ في خطأ وغير صحيح ومن نسج خيالنا.
ان قرارا قويا وحازما وفوريا لا يحتمل التأخير باستخدام الشدة والحزم وقوة القانون هو الحل الوحيد في هذه الايام المرعبة لإرجاع كل مجنون بالعظمة الى رشده، وكل مدعي بطولة الى حجمه، ولإيقاظ كل ساذج ومخدوع وسخيف يسير دون وعي في طريق خراب وطنه من سبــــاتهم، بعد ان غــرر بهم طويلا مفتعلو الازمات من الفوضويين واصحاب الاجندات الخبيـــثة الخفيــــة الذين لا يريدون صلاحا وخيرا لهذا الوطن العزيز.
[email protected]