قمة حوار التعاون الآسيوي التي سيستضيفها هذه الأيام بلدنا الحبيب تحت عنوان ـ آسيا.. رؤى مستقبلية ـ هي أفضل ما استضافته الكويت منذ سنوات، حيث إن مثل هذه القمة تعتبر فائدة حقيقية وعظيمة إن كنّا فعلا نستضيف هذه القمة الرائعة لأجل الاستفادة.
إن بناء علاقات استراتيجية اقتصادية وتجارية وصناعية متينة مع الدول الآسيوية وخاصة الدول صاحبة التجارب الناجحة والمدهشة منها، هو أفضل بكثير من تضييع الجهد والوقت والمال والإمكانيات في شراكات واتفاقات مع دول متخلفة أو دول أقرب إلى جمهوريات الموز التي شاع صيتها في أميركا اللاتينية في وقت من الأوقات بعد أن أصبحت تلك الدول أسيرة لشركات تصدير الموز.
كم تمنيت كثيرا أن يستفيد وطننا بصدق وليس بالكلام من تجارب الدول الناجحة الآسيوية وخاصة تجارب دول شرق آسيا ودول الشرق الأقصى لآسيا، تلك الأفعال والتجارب التي أدهشت كل العالم، وصفق لها العالم، والتي أثبتت للعالم ان إيجاد طريق الإصلاح والتنمية والتطور والوصول إلى الازدهار الاقتصادي الذي يؤدي تلقائيا الى الاستقرار الاجتماعي هو شيء غير صعب وغير مستحيل إن كانت النوايا الحقيقية للإصلاح «موجودة» مهما كانت الدول قبلها «غارقة» في الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أردد وأكرر مرة «أخرى» كما رددتها كثيرا قبل ذلك: يا بلادي ويا مسؤولي بلادي إنّ الحاضر والمستقبل القريب والبعيد هو لآسيا، وعلينا أن نرتبط بصورة عملية وفعلية واستراتيجية ومتينة جدا مع دول قارتنا، لنستفيد ونقلد ونتعلم من التجارب العظيمة لدول أدهشت كل العالم بنجاحها وتطورها، هذا النجاح أو التطور الذي سيجعلها قريبا جدا في الطريق لأن تتسيد العالم على جميع الأصعدة.
[email protected]