تاريخية ومفصلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تلك الكلمة التي وجهها مؤخرا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد للامة، كلمة اراحت انفس المواطنين وابعدت وازالت عنهم التشاؤم المسيطر عليهم منذ سنوات، وارجعت لهم البسمة والامان والاطمئنان والثقة بوطنهم بعد ان ظنوا انهم فقدوها بسبب كمية القنابل الفوضوية الكلامية الصوتية التي كم اتحف اسماعهم وايامهم بها، ومازال هؤلاء الذين لا يريدون استقرارا وامانا وصلاحا لهذا الوطن.
ان كبيرة الكبائر الوطنية هي المساس بالذات الاميرية، وتؤكد ذلك المادة 54 من دستور الكويت، هذا الدستور الذي اكثر من مارس هواية المس به والتعدي على نصوصه هم هؤلاء المتاجرون بالخوف والحفاظ عليه، عندما خرجوا عن النقد الايجابي المباح ودخلوا في المحظور، وهل هناك محظور اكثر من المساس بذات رمز الوطن وقائد البلاد وحكيم الامة؟ وماذا يبقى للوطن عندما تمس ذات امير الوطن؟ وكيف ستكون بعدها حال البلاد؟
لقد كان حكم المحكمة الدستورية الاخير بشأن الدوائر الخمس دقيقا وواضحا جدا، ومن يقرأه ويفهمه ويستوعبه ويدقق في حيثيات الحكم وكلماته يفهم انه في حال وجود سلبيات او مثالب لقانون الخمس دوائر بأربعة اصوات فإنه يجوز تعديله من خلال الاداة المقررة دستوريا، إما عن طريق مراسيم الضرورة او عن طريق مجلس الامة، وبما ان مجلس الامة غير قائم حاليا فإنه يحق لصاحب السمو الامير حقا مطلقا اصدار ما يراه ويقرره سموه من مراسيم ضرورة، ومن ثم تعرض تلك المراسيم في اول اجتماع لمجلس الامة، وهذا ايضا ما تقوله مواد الدستور الذي يذرف عليه الكثير الكثير من دموع التماسيح هذه الايام.
نحن مع الحرية، ومع حرية التعبير، ولكننا وبوصولنا لهذه الفوضى الكبيرة والانفلات المرعب بسبب الاستخدام المشين والمتعسف لحرية التعبير اصبحنا بلا امان وبلا اطمئنان وبلا سقف يحمي الوطن والمجتمع من هذا الانفلات، وهذه الفوضى التي يبدو الا هدف منها سوى ازالة وانهاء هذه الرفاهية ورغد العيش الذي ننهم به في وطننا الكويت، بل وانهاء وجود الكويت.
شكرا وشكرا وشكرا يا صاحب السمو الامير، حفظك الله، على اعادة الاطمئنان لقلوبنا واعادة البسمة لوجوه الاغلبية الساحقة جدا جدا جدا من مواطني البلد.
[email protected]