التعلم دون فكر عمل ضائع، والفكر دون تعلم أمر خطر «كونفوشيوس».
يرى البعض ان التعليم هو أعلى مستويات المعرفة وأن من تعلم يستطيع ان ينجر بكل واد ويقطع من كل شجرة، فالذي أنهى مرحلة تعليمية خارج النظام التعليمي الإلزامي في الجامعات والدراسات الأخرى كدورات تدريبية وتثقيفية يصبح ملما بجميع الجوانب فنجده يتحدث في الأدب وهو فقير للأدب الحواري ويتحدث عن القانون وهو أكبر خارج على القانون المجتمعي والسياسي! ويتحدث عن الاستشارات النفسية والأسرية وهو لا يفقه فيها خرم إبرة وهذا هو وباء ومرض المجتمع الذي أصبنا به في الوقت الحاضر فقد الاختصاصية المعرفية.
ألا يعلم من يمارس التعلم المصطنع ان تعلمه يعتبر أبتر لأنه ليست لديه إمكانية التفكر والفكر هو المنهج الخفي الذي نتجاهله ونتجاهل تأثيراته على من هم حولنا.. عندما يجلس المتعلم الذي ادعى انه صاحب شهادة بكم كتاب او دراسة قراءها واطلع عليها، فان هناك في المجتمع من يتأثر بفكره وأسلوبه قبل علمه ومعرفته.. أجل هنا وهناك يوجد أفراد يتأثرون بمن حولهم بأفكارهم ومناهجهم الشخصية التي لم يخضعها التعليم لتربيته وسياسته فيبدأ الفرد باقتباسات نفسية وجسدية ممن تأثر به وبالتالية تبذر بذور المستقبل لتنتج لنا نتاجات المنهج الذي تأثر به من الاحتكاك المباشر وغير المباشر بشخص ادعى العلم.
السياسي الأعوج أنتج سياسيين متهورين، والتربوي الوهمي أنتج تربويين جل اهتمامهم تنمية ذاته الفردية والمادية على حساب من يأتي من بعدهم ليتعلم، والمتأسلم يخلق من بعده جيلا من المتأسلمين والدواعش.
ألم نعلم أن الكلمة بذرة تزرع في النفوس وهذه النفوس تحمل في داخلها شوائب ولواقح فان كان من يلقي هذه الكلمة يجهل معناها ويبذرها بمكان ليس بصالح لها فإنه سيجني ثمارها يوما.. وأي ثمار يجني.
الآن نحن نجني ثمارا زرعها خطباء مجالس ومساجد ومعلمو مدارس وآباء كل بذر ما بداخل ضميره ونفسه من خفاء أمور وغايات يجهلها هو ومن هم حوله وإنما يحملها كما هي ويضيف عليها حصاد دهره من ضغوط ونزاعات داخليه نفسية وأحقاد مجتمعية لتنتج جهة الشر ونتصارخ بعدها من شدة الألم الذي يصيب أجسادنا!
رفقا بأجساد تحمل روحا وتحمل نسمات طاهرة تتنجس بفكر من لا يفقه بالفكر إلا قشوره.
[email protected]