كثيرا ما نسمع مرشحي مجلس الأمة يطلقون الوعود الانتخابية وبأنهم سيكونون المدافع عن حقوق المواطنين والمنافحين عنهم، ونشهد بأم أعيننا أبناء الدائرة يفدون إلى النائب بعد فوزه يحملون أحلامهم الصغيرة ويضعونها بين يديه ليوصلها إلى أصحاب القرار لاستصدار قرار بشأنها.
هذه الأحلام على الرغم من صغرها إلا أنها تمثل لدى أصحابها الكثير الكثير، فقد تكون أغلى أمنية لديهم، ولربما تنقذ حياة شخص من الموت، فالمواطن لم يضع حلمه وكل أمنياته في يد من لا يثق به، فقد سمع الوعود الكثيرة والخطابات الرنانة فاعتقد أنه هو المقصود، وشعر لوهلة بانه سيحقق ما يصبو إليه، فإن كان محظوظا حصل على ما يريد، وإن كان غير ذلك فما عليه إلا أن يقول حسبي الله ونعم الوكيل.
لست في هذه المقالة أستهدف التعرض لشخصية معينة ولكني سألبس لباس المتفائل، وسأطرق باب النائب سعدون حماد الذي هو بحق نائب خدمات بامتياز، وهذا الكلام ليس من باب المدح وإنما من باب الحق الذي أريد من خلاله ان أذكّر بعض النواب بوعودهم التي قدموها ثم نسوها.
دخلت إلى ديوان النائب حماد فتعجبت كيف يعيش هذا الرجل، فهو يسأل عن حال الجميع ويتابع قضاياهم بنفسه، وليس عجيبا أن أقول إنه يتابع ابناء الدائرة لا العكس، في ديوانه تقضى يوميا حوائج أبناء المنطقة، يستقبلهم ويتحدث إليهم، يجيب عن أسئلتهم، وعلى أذنه سماعة الهاتف لا تتوقف عن الرنين فيرد على المتصلين ويلبي طلباتهم.
الخدمات لا تتوقف، لنقل إنه نائب خدمات، مكتب خاص لاستقبال المعاملات على مدار الساعة، وأعني هنا معاملات المواطنين لا معاملات التجار، وأوراق تنوء بحملها الجبال أكثرها حول العلاج في الخارج، ولذلك ليسمح لي ان أسميه بنائب الضعفاء، ومن ليس لديهم ظهر يحميهم أو مسؤول يقف إلى جانبهم.
كم من مريض شفاه الله بمساعدة هذا الرجل، ليقل من شاء ما شاء، ليقولوا إنه نائب خدمات، نعم نائب خدمات يخدم الناس، ووعوده لا يلقيها في سلة المهملات، فهو قبل كل شيء إنسان ويعلم معنى ان تنتظر ثم لا تصل إلى ما تريد، معنى ان تتحطم أحلامك على صخرة الواسطة
النائب أبو حماد لأن هذه عادته مع الناس ينتقل من مجلس إلى آخر بسهولة ويسر ولا يجد صعوبة في الفوز، له مواقف كثيرة في المجلس ولكني أرى أن خدمته للناس هي المقدمة على كل شيء.
من خلال تجربتي الشخصية مع أكثر من نائب، فإن أبو حماد لا يهدأ له بال إلا بإتمام معاملات الناس وقضاء حوائجهم ناهيكم عن سهره طوال الليل وإبقاء هاتفه مفتوحا، هو حقا عنصر إيجابي يحتذى في خدمة الناس، وتجتمع في شخصه أهم صفة للنائب وهي أن يكون صاحب مواقف.
الخدمات بحد ذاتها مواقف توضع على الرأس، فشكرا لهذا النائب وغيره من النواب الأفاضل الذين يسهرون على خدمة المواطنين، وأشهد أمام الله تعالى أني رأيت بأم عيني اهتمامه بمعاملات الناس، ومداواة جراحاتهم وآلامهم.
نعم شكرا لك يا أبا حماد، فكم من أب عاجز وأم مسنة يدعوان لك، وكم من معاق عاد سليما بفضل من الله ثم بجهد منك.
وأخيرا أقول: هناك علامات استفهام كثيرة على (بعض) النواب الذين وضعوا أصوات الناخبين في جيوبهم ثم أداروا ظهورهم لهم
رسالتي لكل نائب بعيد عن ناخبيه أن يقترب منهم، أن يصغي لهم، أن يتلمس معاناتهم في الدوائر الحكومية وروتين الدولة وبيروقراطيتها المملة، ان ينزل إلى الشارع ويعيش مع الناس لا أن يبقى في السماء، فمن يبتعد عمن أوصله لن يجدهم معه مرة أخرى، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.