هل يعقل؟ هل ما أسمعه وأراه خيالا أم حقيقة؟ أين أصبحنا؟ وهل الكويت تستحق كل ذلك؟ وعلى من نلقي باللوم؟
ليس هناك جريمة اكبر من طعن الوطن، والاعتداء عليه، وهو الذي قدم لمواطنيه كل شيء.
وعندما يتعلق الأمر بالكويت واستقرارها وأمنها فإن التحزبات كلها تزول وتنمحي، ولذلك أنا هنا لست مع أحد لست مع طائفة أو فئة بعينها، أنا مع الكويت، الولاء الذي لا يقبل القسمة.
لنرجع إلى الوراء، فقد عاش أهلنا في الكويت آمنين سالمين لم يخن أحد منهم الآخر، أبوابهم مشرعة لجيرانهم وقلوبهم مفتوحة لإخوانهم، وكانوا يتعجبون إذا اختصم الجار مع الجار أو أساء إليه.
أين أصبحنا؟
ذكرت في مقالات سابقة أن الاستثمار في البشر يكون عن طريق تطوير العقول والاهتمام بها بما يخدم الوطن، وهذا ما يجب أن نركز عليه كثيرا خلال المرحلة الحالية.
وبما أن الأمر جاوز حده لم يعد السكوت مقبولا، ففي الماضي القريب كانت هناك عملية إرهابية نالت من أرواح الكثيرين قامت بها أيد حاقدة تم الكشف عنها، أما ما نحن اليوم بصدده فتحرك جبان مجهول النيات والأهداف، وكلاهما ينطبق عليه الخيانة العظمى.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: «حب الأوطان من الإيمان» ولذلك أقول: إن حب الكويت هو أولا وأخيرا، وأقول لخونة العصر: تعلموا من هذا الإمام العملاق حب الوطن.
لست أخشى على الوطن في ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الربان الذي يقود سفينته بحكمة، وبوجود ناضجي الفكر وأرباب الحكمة.
ولا يمكنني أن أبخس وزير الداخلية وقيادتها حقهم، فقد أبلوا بلاء حسنا في ضبط هؤلاء الخونة، فالحفاظ على الأمن بات في الفترة الأخيرة كالقبض على الجمر.
ولذلك فإن المسؤولية اليوم مضاعفة وأكبر من السابق، فكل مواطن بات خفيرا، ولا بد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وعدم محاباة أحد على الإطلاق كائنا من كان، فلا مجاملة على حساب الكويت.
وفي هذا المقال أوجه مجموعة من الرسائل:
دربكم «خضر يالداخلية»، لا تتهاونوا مع أي شبهة، لا تديروا ظهرانيكم لأي موطن ريبة.
مسؤولو الجمارك: ما يدخل الكويت أمانة في رقابكم.
ضباط المنافذ: أيها العيون الساهرة على امن جماهير نائمة لا تخذلوهم.
الآباء والأمهات: اغرسوا حب الوطن في النفوس.
المعلمون: أنتم بناة حقيقيون للأجيال، ربوهم على حب الوطن.
لكل مواطن: عمليات الداخلية تنتظر اتصالا حول أي شيء مريب، لا تتردد فأنت تخدم وطنك وتحمي أبناءك من أي شر.
وأخيرا: إنه لن يطفئ الفتنة إلا تنفيذ حكم الإعدام بحق الخونة، فهو الدرس الناجع الذي أخبرنا الله عنه في كتابه بقوله: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
[email protected]