أثار قرار وقف العلاج في الخارج حفيظة الكويتيين كلهم، فالأمر لم يكن في الحسبان وخصوصا في ظل وجود حالات لا علاج ناجعا لها في الكويت، وتحتاج إلى دول متقدمة في المجال الصحي لتقوم بتقديم العلاج الحقيقي والأفضل لها في ظل الوضع المتردي للصحة في البلاد وعدم وجود افق حكومي لتحسينه.
حقيقة لا نعلم السبب وراء اتخاذ مثل هذا القرار إلا أن ما نحن على قناعة به والذي يظهر للعلن أن الحكومة في ورطة، وأن هناك مشاكل مالية تحتاج إلى معالجة فورية بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط بشكل هستيري، ولكن كما قالت الشاعرة:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
فالوضع الصحي في الكويت خط أحمر، والحالات التي تخرج للعلاج لو توافرت لها مراكز متخصصة في البلاد لما طالبت بذلك، ولا أنسى هنا أن أذكر أن هناك في الوقت ذاته حالات لا تستحق العلاج في الخارج وتم إرسالها لا ندري هل للنزهة أم لمصالح شخصية، فعلى سبيل المثال شخص يعاني فقدان شهية، وآخر كسر بالساق وكأن الكويت ليس فيها علاج لأي من هذه الحالات، ما جعل من الأمر مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأعني أن الأمر متعلق بالقائمين على الأمر والمؤتمنين عليه.
العلاج في الخارج يجب ألا يكون إلا لحالات مخصوصة لا يوجد لها علاج في الكويت، كالسرطانات والحالات المستعصية والعلاج الطبيعي المتخصص، وغيرها من الأمراض التي تعلم الوزارة أنه ليس لديها علاج خاص بها ولا بد من أن تتم في دولة متقدمة.
أما أن نقوم بسحب ملايين الدنانير سنويا لعلاج حب شباب وديسك وضعف نظر فهذا أمر فيه استخفاف بالشعب، ولا بد من إعادة النظر في القرار من جديد وعدم تحميل المواطن تبعات مثل هذه التصرفات غير الصائبة أو الوضع الاقتصادي الذي نعتقد أن البلاد بدأت تعاني منه وتدرس السيناريوهات لعدم الوقوع فيه.
وبالإضافة إلى ذلك فإنه يجب وضع ضوابط صارمة للحالات التي يسمح لها بالعلاج في الخارج ومنع الواسطة وتقليل عدد المرافقين وعدم السماح لشخصيات بركوب درجة رجال الأعمال وآخرين درجة سياحية، وكأن الأمر نزهة ترفيهية بإمكان المريض اختيار ما يرغب فيه بحسب الواسطة ثم يخرج للسياحة لمدة شهرين ويعود إلى البلاد.
ما أريد قوله هنا هو أن اتخاذ قرار بوقف العلاج بالخارج سلبي للغاية ويضر شريحة واسعة من المرضى هم في امس الحاجة إلى السفر للحصول على الشفاء، ولا يحق لنا أن نتحدث عن إلغاء العلاج ووقفه والواقع الصحي لدينا سيئ للغاية، ولا تتوافر جميع العلاجات وخصوصا للحالات النادرة والأمراض المستعصية، فعندما نكون دولة متقدمة صحية فلنتخذ قرارا مشابها، ولنطالب الجميع بقبوله أما قبل ذلك فلا يحق لأحد التصرف والتحكم في صحتنا من دون معرفة النتائج.
[email protected]
abdulmuhsenhaji@