خلود أبوالمجد
ختامها مسك، هذا أقل ما يمكن أن توصف به الليلة الأخيرة من حفلات مهرجان «هلا فبراير»، التي اقيمت مساء أمس الأول واجتمع فيها هند البحرينية وشيرين عبدالوهاب وحسين الجسمي، حيث امتلأت صالة التزلج عن آخرها بالجمهور الذي جاء من كل حدب وصوب لحضور هذه الليلة الممتعة.
بدأ الحفل متأخرا عن الموعد المقرر له بساعة تقريبا، وسط تساؤلات من الجمهور عن السبب، لحماسهم الشديد ورغبتهم في الاستماع لفنانيهم المفضلين الذين ينتظرونهم، لكن دون جدوى، إلى أن أطلت المذيعة فاطمة دشتي على خشبة المسرح لترحب بالفرقة الموسيقية التي صاحبت الفنانة هند البحرينية وكانت بقيادة المايسترو مدحت خميس، وظهرت هند على المسرح مرتدية «جمب سوت» ذهبي اللون أظهر طولها وانتقده البعض، لتحيي الجمهور بصوت كاد أن يكون مسموعا قبل أن تبدأ الغناء بأغنية «هلا باللي يراضيني» وتلتها بأغنيات «من الآخر، يلي تحبون النبي، سما تانية، اشمعنى أنا، كذاب، ملح الحياة، مريض المحبة، ماني على كيفك»، فاتسمت وصلتها الغنائية بالتفاوت بين الأغاني الفرحة والحزينة التي انتقدها عليها الجمهور، مؤكدين أنهم كانوا يفضلون اختيارها لأغاني «نقازي» أكثر من التي قامت بتقديمها، هذا بخلاف هندسة الصوت السيئة التي صاحبتها، فكان صوتها غير واضح في المسرح لعدد من الجمهور، واختتمت فقرتها الغنائية بأغنية «فصيلة دمي الكويت».
وتلاها دخول المذيعة رشا الخطيب لمسرح «هلا فبراير» لترحب بالجمهور وبالفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سعيد كمال، وقدمت بكلمات جميلة الفنانة شيرين والتي أشعلت المسرح حماسا منذ اللحظة الأولى التي أطلت فيها، فداعبت شيرين الجمهور باستعراضها لفستانها الأصفر بالدوران به كما الطفلة على المسرح، لتبدأ فقرتها بأغنية المقدمة لمسلسلها «طريقي» التي رددها معها الحضور، ومن ثم رحبت بهم، مؤكدة أنها تسعد كثيرا بالوقوف والتواجد على خشبة مسرح مهرجان «هلا فبراير»، وقالت: «جمهور الكويت الأكثر تفاعلا وجمالا في الحفلات»، واكملت شيرين مع اغنية «مش عايزة غيرك انت» وتمايلت عليها ودارت بفستانها أكثر من مرة وسط تصفيق الحضور وإعجابهم بها، فكانوا يشجعوها كلما فعلت ذلك، على خلاف توجيهات الرقابة التي كانت تقف تحت المسرح تماما محاولين توجيهها لعدم التحرك لكن دون جدوى.
وكانت شيرين في قمة «السلطنة» والسعادة، وقدمت جميع اغاني مسلسلها «طريقي» ورددها معها الجميع في صالة التزلج، خصوصا ان الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، وطلبوا منها غناء أغنية «كده» التي تتسم بكثير من الحزن، و«سلطنت» شيرين وقامت بإحساسها العالي بغناء «على مين الملامة»، واتبعتها بأغنية «القلب يحب مرة» للفنانة الكبيرة المعتزلة شادية.
ولأن أغنية «على بالي» لها النصيب الأكبر دائما وعادة ما يطلب الجمهور منها تقديمها، فما أن بدأت الفرقة الموسيقية بعزف مقدمتها حتى تحركت شيرين على خشبة المسرح وسط تصفيق وترحيب الحضور، لتجلس على الأرض وتغني الأغنية بإحساس كبير، وداعبت الجمهور بسؤاله عن قصة شعرها الجديدة والتي أكدت أنها قامت بها خصيصا لجمهور الكويت، فصفقوا لها كثيرا، و«اندمجت» وهي غنت: «مش بتاعت الكلام ده» والتي تمايلت عليها كثيرا، ممسكة بفستانها وهي تدور به، ما اشعل الأجواء في صالة التزلج، لتوجه تحية للفنان حسين الجسمي الذي يشاركها الحفل بغنائها بدون موسيقى لأغنية «6 الصبح وبشرة خير».
كما قدمت شيرين أغنيات: «قال صعبان عليه، عين ونني، كتر خيري، جرح تاني»، التي توقفت بعدها لايصال رسالة من الفنان فضل شاكر لجمهور الكويت، مؤكدة أنها تتوقف أمام المشاعر الإنسانية ولا تتوقف عند الانتماءات السياسية أو الدينية أو غيرها، وقالت ان ما يهمها هو الاحساس بالفن الذي يقدم، وقدمت لفضل اغنية «نسيت أنساك» والتي رددها معها الجمهور بجانب اغنية «يا غايب» ليعلنوا له عدم نسيانه على الرغم من ابتعاده لسنوات طويلة الآن، وكانت آخر اطلالة له فيها على خشبة مسرح فبراير أيضا، لتختتم وصلتها الغنائية بأغنيتي «مشاعر، وآه ياليل».
ليفاجأ بعد ذلك الجمهور بانطفاء أضواء المسرح بالكامل، ويبدأ صوت في استعراض مسيرة الفنان حسين الجسمي منذ أربعة عشر عاما، بدأت بمشاركته في حفل افتتاح مهرجان «هلا فبراير»، ليأتي اليوم ليختتم فعالياته، ليدخل بعدها الجسمي على إضاءة بيضاء للمسرح وسط تصفيق كبير وترحيب من الجمهور، ورحب النجم الاماراتي في البداية بالفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو وليد، واستهل وصلته بأغنية «بحر الشوق» وتلاها بـ«رعاك الله» و«6 الصبح» و«دان على الدانة»، التي جعلت حضور الحفل في حماس شديد، حيث كانوا يغنون ويتمايلون على كراسيهم، فلم توجه الرقابة أي ملاحظات للجمهور الذي كان حريصا على الاستمتاع بالحفل بقدر كبير ولم تكن هناك أي تجاوزات، وقدم الجسمي أيضا أغنيات «فقدتك، يا أغلاهم، مرني، عالي مستواه»، ليقدم بعدها واحدة من أجمل أغنيات فيروز كما اعتاد منه الجمهور هي: «عودك رنان» وأعقبها مباشرة بـ«الله ياخذك منهم»، وزاد الحماس عن تقديم الجسمي أغنيات «يحب سجانه، أما براوة، إنت اللي رحلت»، ليعلن بعدها عن تحيته للجنود المتواجدين في اليمن الذين يعملون على محاربة الإرهاب هناك، ومن ثم قدم أغنية من الكلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعنوان «أسود الجزيرة»، ليشدو بعدها بموال «ما أكبر غلاهم»، واتبعه باغنية «بشرة خير» التي وبعد انتهائه من غنائها أعادها مرة جديدة، ليغني أيضا «سألوني الناس» و«الله ما يسوا»، وختم حسين الجسمي وصلته التي استمرت حتى الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم التالي بأغنية «أنا كويتي».
الجسمي بعد زيارة أطفال بيت عبدالله: رسالتي الإنسانية تسير بالتوازي مع نجاحاتي الفنية
كان الفنان حسين الجسمي في اليوم السابق لحفله قد وجه دعوة لأهل الصحافة والإعلاميين للتواجد برفقته في مركز بيت عبدالله لأطفال السرطان، خصوصا انه لم يتسن له التقاء وسائل الاعلام لدى وصوله الى الكويت للمشاركة في «هلا فبراير»، ليؤكد الجسمي أن رسالته الانسانية لا تقل أهمية عن الفنية، فهو يحب استثمار نجاحاته وحب الجمهور له في مثل هذه الأعمال الخيرية التي يحب تسليط الضوء عليها من خلال وجوده فيها، مؤكدا أن بيت عبدالله واحد من أهم تلك المشروعات التي يحب تقديم الدعم لها.
وأكد حسين الجسمي لـ «الأنباء» أنه ممتن جدا وسعيد بوجوده في حفل ختام مهرجان «هلا فبراير» الذي يعد واحدا من أهم المهرجانات الغنائية في الشرق الأوسط، لما يتسم به الجمهور الكويتي من تذوق عال للفن، مشيرا الى انه بصدد التحضير لعدد من الأغنيات التي ستطرح في الفترة المقبلة، وكان قد طرح منذ أيام أغنيته الجديدة «وحشتي دنيتي» وهي باللهجة المصرية التي أكد أنه يحب الغناء بها، وهي من كلمات الشاعر خالد تاج الدين وألحان وليد سعد وتوزيع طارق عبدالجابر، لكنه لحداثتها فلن يتمكن من غنائها في حفل «هلا فبراير»، مؤكدا أن فكرة الأغنيات «السينغل» التي يقوم بطرحها من فترة للثانية يحبها لأنها تجعله لا يغيب عن الجمهور أوقاتا كثيرة، لكن هذا لا يمنع أنه يفكر جديا في طرح ألبوم في الفترة المقبلة.
كما أكد الجسمي على احترامه لشركة «روتانا» سواء كان فردا من عائلتها أو لا، لكنها ستظل بيته الذي يحبه ويكن لكل فرد متواجد فيه كل تقدير، مضيفا أنه يحضر في الفترة المقبلة عددا من الأغنيات التي سيطرحها بطريقة «السينغل» في مناسبات مختلفة، كما لديه في شهر رمضان المقبل مقدمة مسلسل غنائية يقدمها باللهجة المصرية.