شهادتي في مرزوق مجروحة، يجمعني معه حب الفانيلة البيضاء، وعشق نادي الكويت الرياضي الذي يصل بنا في بعض الأحيان الى حد الجنون الكروي.
فالمجلس قبل مرزوق وطوال سنواته السابقة أو الديموقراطية الكويتية إن جاز التعبير كان يمشي بتوازن وبتكتيك بين المجلس والحكومة، ويمر بمراحل شد وجذب وسياسة «سيب وانا أسيب!» وفي النهاية والأهم المجلس راضي والحكومة راضية! وقف حال البلد لسنوات طويلة دون إنجاز يذكر بل على النقيض تماما كان المجلس حجر عثرة أمام أغلب المشاريع إن لم يكن كلها!. وفي كل دورة انتخابية جديدة تطرح نفس المشاكل لا جديد... ـ الصحة الاسكان ـ التوظيف التعليم... إلخ. فتحصل بعض الاستجوابات لدغدغة مشاعر الشارع السياسي والتأثير على الرأي العام تستخدم بعض الألفاظ الجارحة أحيانا لكن أغلبها استعراض سياسي.. والمشاريع على طمام المرحوم! عمك أصمخ! لكن الأمر اختلف بعد تولي مرزوق المهمة فأصبح «شماعة» تعلق عليها كل جوانب التقصير وكل تهاون يكون هو سبب فيه.
مرزوق يا سادة لا يملك عصى موسى.. لقد حورب من كل حدب وصوب.
ضريبة فوزه بكرسي الرئاسة لا أكثر ولا أقل ! لا تترك شاردة ولا واردة إلا وقالوا: مرزوق…. كله من مرزوق! والتقى «عوير وزوير» لضربه! فأهتدى ببيت المتنبي:
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأهون ما يمر به هو الوحول..
فتوكل هذا الرجل على العزيز الحكيم وجمع ما بين ذكائه وحسن حظه بأن تتزامن فترة رئاسته مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك فالتقى الطرفان يدفعهما حب الكويت، والصدق والإخلاص في العمل ورفعا شعار «لا تبوق ولا تخاف». فبدأنا نرى بارقة أمل في الصحة وتطورها والإسكان وحلحلتها والمشاريع التنموية، ولا أعتقد أن هناك عاقلا ينكر الحركة التنموية في البلاد اليوم من جنوبها إلى شمالها وشرقها إلى غربها إلا جاهل أو حاقد، والقضية الإسكانية برمتها والجاثمة على مدى عقود من الزمن على صدور الأسر الكويتية تحركت وستتحرك وقريبا وستصبح من الماضي بإذن الله.
مرزوق إن أسعفه الوقت سيحقق الكثير من الإنجازات لأنه وجد أرضا خصبة للإنجاز تحتاج فقط لمن يحرثها ويزرعها ويستمتع في مستقبلها بكل ماهو جديد وممتع، وسيهديهم ما قال أبو العلاء المعري:
وإني وان كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل..
وفق الله محبي الكويت لما يحب ويرضى ولخير الكويت العظيمة.