كان الشاب كثير الجلوس في البيت، عديم الرغبة في الخروج، ولم يكن جلوسه في البيت بحجة انه لا يرغب في الاختلاط بجلساء السوء، انما كان لعلاقة، والعياذ بالله، مع شقيقته التي تصغره في السن بنحو 4 سنوات، علاقة غير شرعية، منذ ما يقارب السنتين، دون علم أحد من أسرته المكونة من ثلاث بنات وشخصه وشقيق آخر له، ولم يتوقف طموح هذا الخبيث عند هذا الحد المخزي، انما وبصورة لم يسبق لها مثيل أقدم على ما هو أبشع من ذلك، اذ اتفق مع شقيقته التي أقنعها بأن يخطبها من والده لغرض أن يتزوج بها.. ذهب الشاب الى والده وأخبره بأنه يرغب في الزواج، فما كان من الأب الا أن استبشر بذلك الخبر، وقال له بما هو متعارف عليه بيننا: أعين يا ولدي وأعاون، والبنت اللي تريد موجودة عند واحد من جماعتي؟ فرد عليه الابن وقال: لا، لا، أنا أعرف واحدة وودي أتزوجها، بس يا أبي أريدك أن تساعدني في أن أتكلم معك بكل صراحة وأبيك توعدني بأنك ما تتعصب، فرد عليه الأب وقال: يا ولدي تكلم والله انك شوقتني وأنا اعدك ألا أغضب، لكن تكلم.. فكانت والله العظيم الكارثة، تكلم الولد وقال: أريد أن أتزوج فلانة، قال الأب: بنت فلان؟ قال الولد: أختي فلانة، فأنا أولى بها من غيري والدين يسر، والمراد هو ان تتفهم الأمر وتساعدني.
ذُهل الأب واستنكر ما يسمع لكنه كان يأمل بأن ما كان يقال مجرد حلم، ولكن الواقع كان من الخيال، استمر في صمت غريب لمدة دقائق وكان الولد يعتقد بأن الأب يفكر في الأمر لكي يرد عليه بالموافقة، وبعد فترة بسيطة رد الأب على ابنه وقال: يا ولدي، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، على بركة الله، ولكن ودي أستشير أمك، فهي لابد أن يكون لها رأي، فقال: يا أبي ما هو لازم طالما انت وافقت فكل شيء انتهى، لكن الأب أصر على وجود الأم التي استدعيت لبحث الموضوع وحينما سمعت بالخبر أغمي عليها ونقلت الى المستشفى، وقال الابن لابيه: لا تخف، تشفى وأناقشها في الموضوع بإذن الله، ثم قال لولده: «غدا الجمعة، ولن اتمكن من الصلاة في مسجد الحي، ولكن اذهب الى الصلاة ثم ادع لي الامام والمؤذن بعد الصلاة ولا تخبرهما بشيء حتى يأتيا إليّ فأشرح لهما الامر بطريقتي».
حضر الامام والمؤذن ومعهما العريس، ودخلا على الأب فقالا: خير يا أبا فلان، قال الوالد: أبشركما خيرا، ابني يريد ان يتزوج وأردت ان تشهدا على الزواج، وبعد ان بارك الامام والمؤذن للشاب، وكالعادة قال الوالد لولده: يا بني، بارك الله فيك، قل لهما من التي تريد الزواج منها حتى يشهدا على الزواج، تردد الابن قليلا ثم قال بكل وقاحة: فلانة.
قال ابوه: أتدرون من فلانة هذه؟! قالوا: لا، قال الوالد: هذه اخته بنت ابيه وامه، فصرخا ورددا: لعنة الله عليك يا فاسق، ألا تتقي الله؟!
قال الأب المسكين: «هل شهدتما على ما قال؟»، فقالا: نعم، فما كان من الأب الا أن أخرج سلاح رشاش به ثلاثون طلقة نارية فرغها في صدر ولده الفاسق، ثم سلم نفسه راضيا الى قسم الشرطة بعد أن أفرغ غضبه وغيظه على هذا الولد المعتوه المفتون، ولما نظرت المحكمة في القضية أتى الإمام والمؤذن للشهادة على الحادث، فما كان من القاضي الا ان افرج عن الوالد الذي عاش يتجرع الأسى والحسرة طوال حياته.
٭ قصة حقيقية قرأتها في أحد المواقع في الإنترنت.
[email protected]
almeshariq8@