عندما تقوم بعمل خاطئ بحق الناس فإنهم ينتظرون منك تصحيح الوضع وبداية الأمر يجب عليك أن تعتذر وتعترف لهم بما قمت به اتجاههم، فكما قيل «الاعتراف بالحق فضيلة» ومن بعدها يُترك لك تصحيح ما قمت به بطريقة ترضيهم ليسامحوك إن قبلوا اعتذارك.
تقديم الاعتذار يسبقه إحساسك بالندم عما فعلت أو قلت، فالندم دليل على إنسانيتك ورجاحة عقلك، وهو اعتراف داخلي في نفسك بأنك قد أخطأت، ودليل أنه لا زال بك بعض الخير وألا تأخذك المكابرة التي قام بها إبليس الرجيم.
طرق الاعتذار تختلف من مجتمع لمجتمع آخر، فهناك طرق يفرضها المجتمع على من أخطأ بأمر ما، فكما يقال إن الطريقة التي نشاهدها بالقسم لدى كثير من الشعوب، حيث يطلبون منه أن يفتح راحة يده، وهي عادة كانت متبعة سابقا لأنهم كانوا يسمون يد المذنب من الداخل.
في إحدى القبائل الافريقية لديهم طريقة تجعل المخطئ يبكي دماً حين يكتشفون كذبه حيث يجبرونه على توزيع نصف ما يملك على أبناء قبيلته الفقراء، ولا يعطي المخطئين السابقين حتى لو كانوا أفقر أبناء القبيلة، مما يجعل اغلبهم لا يقدم على الخطأ بحق أي شخص لأنه لا يريد أن يخسر ما يملكه.
من العادات المتبعة في جمهورية بنغلاديش بالاعتذار والندم والتأكيد على عدم العودة للخطأ أو الكذب هي مسك شحمة الأذن وجرها للأسفل، ولا نعرف ما المقصود بها وهل يعتبرون تلك الطريقة هي طريقة مقنعة لهم بقبول الاعتذار؟
لو كانت الطريقة الافريقية متبعة في الكويت لاحتار المخطئ لأنه لن يجد صادقين يعطيهم نصف ما يملك، لأن جميعنا كاذبون، لذلك اطمئنوا فلن تخسروا أموالكم، أما الطريقة البنغلاديشية فلو طبقناها بيننا لتعثرنا بآذان بعضنا من كثرة شدها، لأن الشد يطول الآذان وأصبحنا شعبا يُلقب بأصحاب الآذان الطويلة، وفهمكم كفاية.
أدام الله الصدق والصادقين في مجتمعنا، ولا دام أصحاب الآذان الطويلة الذين أصبح الجميع يقلدهم.
[email protected]