أحيانا كثيرة حين نرى منظرا يزعجنا سواء كان منظرا مؤلما لشخص أو لمجموعة أو لبلد سواء كانت كارثة طبيعية أو بفعل البشر أو مصيبة قد وقعت على أحد ما أو أصيب بمرض، فإن الكلمة التي نقولها «الحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم فيه وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا».
تلك الكلمة هي اعتراف بنعمة الله علينا وقد رددها كثير من العقلاء حينما صدرت الأحكام على المتهمين بدخول مجلس الأمة، مع علمي التام أن هناك من شمت بهم، وحتما بأن هناك من فرح بتلك الأحكام لأن هناك من سيزاح بحكم القانون عن طريقة للوصول لكرسي مجلس الأمة، ولكنه صرح ليس حبا للمحكومين ولكن هي طريقة للتكسب.
لقد طالب البعض بالعفو العام عن جميع المحكومين بقضايا الرأي على حد قولهم، ولكن هناك أمراً يجب أن ينتبه له الجميع بمطلبهم الذي يرددونه، فكلمة الرأي العام فضفاضة وتشمل كثيرا من القضايا.
فمن اعتدى على دول الجوار بالتصريحات وفرحنا بالأحكام التي صدرت عليه يعتبر نفسه صاحب رأي، حتى ان من شتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتم آل البيت رضوان الله عليهم جميعا فهو يعتبر نفسه محكوماً، في قضية رأي فهل يشمله العفو العام الذي يطالب به البعض؟!
لا زلت أذكر الحفلات التي يقيمها البعض احتفالا بصدور أحكام ضد من يخالفونهم الرأي سواء كانت تلك الأحكام بالسجن أو الغرامة. لقد ذكرني البعض بمثل عراقي ينطبق على وضعهم حيث يقول: «حقنا نريد وحق ما ننطي» ويطلق شعبيا على من يعمل بذلك المبدأ «العق» فهو يطالب ويزعجك بالمطالبة بحقه ولكن لا يعطي الناس حقوقهم.
أدام الله من يريد الحق على نفسه وعلى الآخرين، ولا دام من يريد أن تكون الأمور كما يريد ولا يراعي حقوق الآخرين.
[email protected]