لكل مجتمع، ولن أحدد نوعية المجتمع حتى لا أدخل في مبدأ التأويل، طباع قد يشاركهم بها أقوام آخرون، وقد يتفردون بها دون غيرهم، فهناك مجتمعات صبغت نفسها بالطرافة فيقال عنه قوم أو شعب «أهل نكتة»، وهناك من تجدهم طبعوا على أنفسهم طابع الخبث الذي يتميزون به ولن تجد من يثق بهم حتى أنهم اصبحوا لا يثقون ببعضهم.
الطباع في المجتمعات كثيرة منها الطباع الجيدة ومنها الطباع السيئة، ومن الطبيعي أن يكون لكل قاعدة شواذ عن طبيعة المجتمع الذي ينتمون له، وبما أن الكويتيين حالهم حال كل تلك المجتمعات فلدينا طبع غريب اصبح سمة في أغلبنا.
الطبع الذي أصبح يسيطر علينا بشكل غريب هو بحثنا الدائم عن الكلاب التي تبحث عن الشهرة ونرميها بالحجارة، علما بأن الجميع يعرف أن الكويت أغلقت منذ عدة سنوات كل دراكيل الحجارة حفاظا على البيئة.
وبكل صراحة لا أعلم هل إغلاق مقالع الحجارة كان فعلاً للحفاظ على البيئة أو لإيجاد فرص تجارية لأشخاص محددين «الله يرزقهم»، لا تهمني الحجارة حاليا، ولكن يهمني هذا الطبع الجديد في الكويتيين وهو «حذف» تلك الكلاب.
وكم أتمنى أن يعي الكويتيون ويفوتوا الفرصة على طلاب الشهرة من الخارج ويرجعوا لقول الله تعالى في محكم كتابه (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) فعليهم أن يتركوها، فهي ستنبح دائما، فالكلاب المسعورة يطلق عليها شعبياً «مغلوث»، لأنها تعلمت من كلاب الداخل، والمغلوث لن يصمت إلا حين يُصب الرماد على رأسه، فإن لم تستطيعوا ترك طبعكم الذي ذكرته لكم، فعليكم أن تستخدموا طريقة لصق الطوابع القديمة، فهي ستفي بالغرض وفهمكم كفاية.
أدام الله الطباع الحسنة للكويتيين، ولا دام من يعتمد على نباحه في الداخل أو الخارج ليكون مشهورا على حساب الكويت. [email protected]