- لم أر مثل عبدالله بوشهري ممثلاً يمثل بروحه
- قحطان القحطاني قلبه على البحرين كقلب الأم على ولدها
سماح جمال
أكد الكاتب البحريني حسين المهدي ان مسلسله «الخطايا العشر» يرمي للتذكير بأن الندم لا علاج له، وقال في حواره لـ «الأنباء» انه والمخرج علي العلي جسد فني واحد.. متوحد، مؤكدا انه لم ير مثل الفنان عبدالله بوشهري ممثلا يمثل بروحه.
وشدد حسين على ان الفنان قحطان القحطاني قلبه على البحرين كقلب الأم على ولدها.. كما تطرق لمواضيع أخرى، وفيما يلي التفاصيل:
ما الفكرة العامة التي يناقشها مسلسل «الخطايا العشر»؟
٭ العمل لا يناقش فكرة معينة، لكنه يرمي للتذكير بأن الندم لا علاج له فيجب توخي الحذر من هذه الخطايا، وان التذكير والإعادة في التذكير مرة ومرتين وعشر شيء مهم ومفيد.
ما سبب تغييرك لاسم المسلسل لأكثر من مرة؟
٭ في الواقع انه مولود واخترت أنا له اسما، لكن هذا المولود لما بدأ يكبر ويصبح مستويا بكل أركانه اختار لنفسه اسما آخر، فقال لي «يا ابي ان زماني ليس كزمانك، وقد صعب اسمي عليهم، فمداراة بسطت اسمي»، وهل هناك اجمل من المداراة؟!
ككاتب أكان اختيار السودان كمكان تدور فيه احداث القصة هو خيارك الأول؟.. ولماذا؟
٭ أنا لا اختار المكان، انما البيئة تفرض نفسها وليس السودان تحديدا بل بلد افريقي، وتم اختيار السودان كبلد أفريقي، فالسودان بلد عربي عظيم وذو شعب مثقف وفنان وجميل، وبلاد العرب أوطاني.
كيف تجد عودتك للتعاون مع المخرج علي العلي؟
٭ إنما يعود اليك من ذهب عنك، واني لم اذهب عن علي العلي ولم يذهب عني علي العلي، ولكن ذهبت بعقولنا اقوال المغرضين فترة من الزمن فأطعناهم، وكذلك حققنا هدف ادعياء الفن من حيث لا نشعر، هذا العالم لا يسمح لجوهر جديد بأن يسطع وينافس ذهبه القديم بسهولة، فقلت له لما رأيت القوم احتوشوه من كل ناحية، وألقيت الأوراق بين يديه، ان كنت معنيا بكأسي فهذه كأسي أمامك، وان كنت في غنى عني فأتمنى ان يزداد غناك اكثر، وإن الذي اغناك سيغنيني، وهكذا كان، ولكن بعد الفراق، تشعر بحجم الفراغ الكبير، فهذا لم يعد شراكة فنية، بل جسد فني واحد.. متوحد، فقد قال لي علي «لم استطع ان افارقك في اوراق الكتاب الآخرين»، وقلت له لم استطع ان ادخل في كاميرا المخرجين الآخرين الا من خلالك.
فكرت في عنصر المنافسة مع الأعمال الأخرى أم أن قلة الأعمال سهلت الأمر عليك؟
٭ هناك منافسة شديدة وأعمال كثيرة رغم التقشف، الفن هو اشد الحلبات شراسة وصراع، وفيه تفعل كل الأدوات الطيبة والشريرة، وملذات كبرى وعذابات مريرة وارتقاء صعب للأعلى تجرح فيه الرجلين، والأهم من يختم وهو في الأعلى وليس في الأسفل.
عدد من الفنانين المشاركين في المسلسل سبق وتعاونت معهم وآخرون تتعاون معهم لأول مرة فكيف وجدت تجربتك معهم؟
٭ الخجل مهم في معناه الأعلى، ليس من المبالغة انني اكتشفت فنانين تخجل وأنت تراهم بهذا المستوى من الجدية العالية، تخجل من نفسك وتريد ان تجاريهم في العمل والسرعة والاهتمام، نعم هم هكذا في «الخطايا العشر» مجدون تماما مثل جنود في جبهة معركة يشعرون انها معركة وجودية سخرت فيها كل القوة، فإما ان تكون او لا تكون، لقد رأيت اخي وصديقي الاستاذ الكبير عبدالمحسن النمر تبيض عيناه وهو يقرأ النص مرة ومرتين وثلاث، يربط الليل بالنهار يقف يمثل شخصيته، عاش معها، جسدها حتى لكأنك لا تعرف من أمامك أهذا النمر ام هذا سلمان المربي الأسري المبتلى بهواه، ثم أتت هيفاء حسين من عمق خبرتها وحبها لعملها، وقد كانت قررت ان تعتزل الفن، فكان نص «الخطايا العشر» استفزازا وتحديا لها لكي تواصل الفن، وهكذا كان، حراكها الايجابي يشعرك بعمق تجربتها ورغبتها وإرادتها العالية في العطاء، تبدو متوترة لأنها تنزع شخصيتها الطيبة الواقعية لتتمثل في شخصية هناء المرأة الخطيرة ذات الأجندات السيئة في حياتها الأسرية، وكل ذلك من اجل هدف طيب وهو المحافظة على أسرتها، انه لأمر يدعو للتوتر فعلا.
كيف وجدت تجربتك مع الفنان عبدالله بوشهري؟
٭ هذا الرجل له قدرة على قراءة روحية الشخصية التي يمثلها، حضوره بحد ذاته تمثيل، لقد سمعنا عن ممثلين فنانين يمثلون بعيونهم ويمثلون بصمتهم ويمثلون بحركتهم ووجوههم وحركة أجسامهم، ولم أر مثل عبدالله بوشهري يمثل بروحه!
وماذا عن الفنانة روان المهدي؟
٭ تلك النجمة التي لا تسعها مجرة، انها تتمرد على مجرتها وتكاد تخطف من حولها أضواء النجوم والشموس، واني والله أعلم أراها ان استمرت هكذا لمن المؤكد انها ستكون في المقدمة، روان اذ تنسج سعاد خيطا خيطا، حتى لأنك من شدة هول مشاهدها تخاف على قلبك من التأثر الشديد، واني لو اعدد النجوم في هذا العمل فأنا أتكلم عن مجرة علي العلي، ان ضوء هذه النجوم سيملأ العيون ان شاء الله بالخير، كما أنني لا أنسى الفنانين البحرينيين وعلى رأسهم «قحطان القحطاني، محمد الصفار، ريم ارحمة، نور الشيخ، حسن محمد، امير دسمال، سمر، حسين الجمري» وآخرون، فهم أساس هذا العمل وبهم يعلو ولهم نعمل ونتطور ونحب ونرتقي، حفظهم الله جميعا ووفقهم ان شاء الله.
الفنان قحطان القحطاني اعتبر هذا المسلسل هو الذي سيعيد الدراما البحرينية الى مكانتها فهل يشعرك ذلك بالمسؤولية؟
٭ قحطان القحطاني شهادتي فيه يجب ان يسمعها المعنيون، ان قلب هذا الرجل على البحرين كقلب الأم على ولدها عندما يغيب، غابت الدراما البحرينية فلجأ الأغلب الى الخارج للعمل ونسوا وأصبحت عظام الدراما البحرينية رميما، وعلى حين مصادفة بادر هذا الرجل- رغم انه الكبير- الى الاتصال بي وأنا الصغير الذي لا تعدو تجربتي فتات تجربته الواسعة على الصعيدين الفني والإداري، بادر بالاتصال لي، وقال لي «يجب ان نقف ونرجع الدراما البحرينية»، فقلت له «آمرني فأنا امتثل لك»، وكيف ارفض دعوة وطنية وفنية من هذا الطراز ومن هذه الشخصية التي لها فضل كبير في التجربة البحرينية نيران وسعدون وغيرها من الأعمال الخالدة، لا يرفض دعوة كهذه إلا جحود، وانها كما قلت وأكثر فهي مسؤولية وطنية عظيمة، قوامها التحكم في القلب على ان تكون نواياه طيبة، وهل هناك اعظم من التحكم في النوايا؟!
ستكتفي بعمل واحد هذا العام؟
٭ يعتمد على نوعية العمل، أحيانا هناك عمل يثقل ظهرك، به قول ثقيل، فلا تنهيه الا وانت منهك، فادعو لي بألا أصاب بديسك فني جراء هذا الحمل الزائد.