مصر أكثر دول العالم أمنا وأمانا وتفوقت على الولايات المتحدة وبريطانيا بحسب التقرير السنوي لمؤسسة غالوب الدولية، ورغم ذلك العنوان الرئيسي للإعلام المصري هو «مصر تحارب الإرهاب»، في الخمسينيات والستينيات مصر كانت حاجة والآن حاجة ثانية، مثلا الجامعات المصرية زمان كانت كلها شياكة وحشمة، كانت الجامعات تخلو من التحرش والسفالة، وحاليا شيء مؤسف، فبعض البنات لابسات «خيم»، والبعض الآخر ملابسهن ممزقة «تحت بند مسايرة الموضة»، زمان كان طلاب وطالبات الجامعات على قول المصريين «ولاد ناس» بغض النظر عن أنهم من الطبقة الغنية أو متوسطي الحال، لكن الآن الأجيال الحالية من طلبة وطالبات ولا أعمم أغلبهم نتاج قهر واستبداد الحياة، لو أحببت عملا مقارنة بين مصر قبل ومصر بعد مثلا، شوف الفارق بين رشدي أباظة فتى الشاشة أيام الأبيض والأسود ومحمد رمضان حاليا، وبين عبدالحليم مطرب الجيل القديم - الجديد ومطربي الجيل الجديد، وأيضا بين آسيا داغر منتجة فيلم صلاح الدين وإنتاج السبكي منتج الأفلام التجارية بكل ما تحتويه من تجاوزات، وبين هند رستم (مارلين مونرو الشرق) وفنانات عاريات عيب أطلق عليهن لقب فنانات، وأيضا بين صالح سليم الارستوقراطي وغيره ممن يعتبرون أنفسهم رموزا للرياضة حاليا بكل ما يصدر عنهم من تجاوزات غير مقبولة بحق الناس.
وإذا قارنا بين تكاسي القاهرة أيام زمان وتكاتك الحواري، وبين دار الأوبرا وحفلات أم كلثوم وشياكة الجمهور وبين جراح الأوبرا وشكل الجمهور الحالي وهم يرتدون بنطلونات الجينز الممزقة، والفرق واضح أيضا بين أغاني ليلى مراد وهي راكبة السيارة الباكار وبين سعد الصغير وهو يغني للحمار، وأيضا هناك فرق بين أغنية الساعة 12 للوابور وأغنية أمينة للحنطور، وبين أحمد مظهر في فيلم الأيدي الناعمة ومحمد إمام وهو يحاول تقليد والده عادل إمام، وفي النهاية هو ضايع بالوسط لا أخذ شخصيته الحقيقية ولا استطاع الوصول إلى ما وصل إليه أبوه.. رقي واحترام يوسف وهبي ورخص وابتذال وثقل دم كثير من فناني الجيل الحالي.
هل ستظل مصر هكذا أم ستعود شمسها «ذهبا» كما كانت؟.. نعم مصر دخلت حروب 48 و56 و67 و73 وغيرها، كل هذه الحروب ذاقت مصر وأهلها ويلاتها، لأنها كلفتهم الكثير، عبدالناصر والسادات ومبارك مكثوا في الحكم ما يقارب 60 سنة، والنتيجة تساوي خراب مصر وأهل مصر بسبب كثرة الديون.
ولما تتجمع عصابات في داخل مصر وخارجها وتقتحم السجون وتهرب المجرمين وتدمر المنشآت العامة وتحتل المساجد وتولع بالكنائس وتحتل الإعلام والهيئات العامة الرئاسية والحكومية لمدة أكثر من سنة كانت النتيجة أسوأ من السابق، المصانع قفلت وزادت الديون أكثر وتدهورت قيمة الجنيه.
وعندما تساند مجموعة كبيرة من دول العالم إرهابا مسلحا ومنظما بدعم مادي ضخم وبأعداد لم نرها في أي بلد تتضاعف تكلفة هذه الحرب مع زيادة الديون ونزول سعر الجنيه.
وقد رزق الله سبحانه وتعالى هذه الأرض الطيبة هدية رئيسا للمصريين يحاول إصلاح البلد والمحافظة على كرامة المصريين ويجتهد ليلا ونهارا ويجيء، لكن البعض ممن هم أعداء مصر والعروبة يلعبون على الوتر الحساس «غلو الأسعار» وغلو المعيشة، فعلينا ألا نسمع كلامهم ونترك كلام الرجل الذي ضحى بنفسه من أجل وطنه، حتى لا تكون النتيجة المزيد من التراجع لمصر.
الحل هو أن نتقي الله في هذا البلد الأمين ونتحمل حتى تهدأ الأمور، ونضع يدنا بيد الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى نصل إلى بر الأمان والله المستعان.
[email protected]